الحكومة البريطانية تتجاذبها الانقسامات التلويح باستقالات جديدة .. و«الأوروبي» يرفض خطة ماي بشأن «بريكست»
تتوالى تبعات بريكست داخل المملكة المتحدة و تزداد الأحداث سخونة في وقت دخلت فيه المفاوضات منعطفاً خطيراً مع اقتراب الموعد االمقرر للخروج نهاية آذار المقبل , وسط تصاعد حدة الخلافات والانقسامات داخل الحكومة البريطانية , وتكهنات بشأن احتمال استقالة المزيد من الوزراء , في الوقت الذي تواجه فيه رئيسة الوزراء تيريزا ماي ضغوطاً متزايدة من جميع الجهات لتغيير أساليبها وخطتها أو لفتح المجال لإجراء استفتاءٍ ثانٍ ، وهو ما ترفضه بشدة.
وهو ما كشفت عنه صحيفة « صنداي تايمز» البريطانية , حيث ذكرت أن أربعة وزراء بريطانيين مؤيدين لبقاء المملكة المتحدة فى الاتحاد الأوروبي على وشك ترك حكومة ماي بسبب صفقة البريكست .
وقالت الصحيفة إن الاتحاد الأوروبي رفض خطة ماي الخاصة بوجود آلية مستقلة للإشراف على مغادرة بريطانيا من أي ترتيب جمركي مؤقت توافق عليه ، وذلك بحسب مصادر بريطانية.
وتسعى ماى للتوصل إلى التفاصيل النهائية لصفقة الخروج من التكتل الأوروبي ، ولكن أصبحت المحادثات عالقة بشأن مسألة الحدود مع إيرلندا.
وفي وقت سابق قال مكتب رئيسة وزراء بريطانيا إن لندن لن تجري استفتاء ثانيا على عضويتها في الاتحاد الأوروبي «البريكسيت» تحت أي ظروف.
وأوضح متحدث باسم مكتب ماي أن الاستفتاء الذي أجري في 2016 كان أكبر ممارسة ديمقراطية في تاريخ هذا البلد , وأضاف : لن نجري استفتاءاً ثانياً تحت أي ظروف.
وتعرضت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لضغوط متنامية يوم أمس , لتغيير خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي حتى تتجنب مواجهة الفشل في اقتراع عليها في البرلمان.
وتقول بريطانيا والاتحاد الأوروبي إن التوصل لاتفاق بات وشيكاً , لكن المشرعين المتشككين في الاتحاد الأوروبي وعضواً بارزاً في حزب صغير من إيرلندا الشمالية يدعم حكومتها المحافظة وجهوا تهديدات جديدة بالتصويت ضد شروط الاتفاق الذي تعمل عليه مع بروكسل.
والتصويت في البرلمان المرجح أن يجري فى وقت لاحق هذا العام من المتوقع أن يمثل أكبر مواجهة في المفاوضات المطولة للخروج من الاتحاد الأوروبي ، التي تعتبر أكبر تحول في سياسات التجارة والعلاقات الخارجية تشهده بريطانيا في 40 عاماً.
ووجدت ماي التي تحضر الاحتفال بالذكرى المئوية لتوقيع اتفاق الهدنة الذي أنهى الحرب العالمية الأولى بعض الدعم من وزراء في حكومتها لكن سيكون من الصعب عليها تجاهل الدعوات المتزايدة لتغيير أساليبها بعد استقالة وزير وتهديد الحزب الديمقراطي الوحدوي في إيرلندا الشمالية بالتمرد. حيث وحد المتشددون من أعضاء حزب المحافظين والحزب الديموقراطي الوحدوي جهودهم لتحذير رئيسة الوزراء البريطانية بأنهم مستعدون للتصويت ضد خططها للانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
وفي تحذير شديد تجاه رئيسة الوزراء قال ستيف بيكر نائب رئيس مجموعة الأبحاث الأوروبية المتشددة المكونة من 80 عضواً من أعضاء حزب المحافظين ، والمتحدث باسم الحزب الديمقراطي الوحدوي للخروج من الاتحاد الأوروبي ، سامى ويلسون إنهم سيعارضون أي اتفاق يعتقدون أنه سيهدد المملكة المتحدة ويهدد التجارة على الحدود الأيرلندية.
ومع استمرار استقالة الوزير بوزارة النقل الموالي لأوروبا جون جونسون في إحداث اضطراب داخلي فى صفوف حزب المحافظين الحاكم ، فإن الوقت ينفذ من تيريزا ماي للتوصل إلى اتفاق نهائي للخروج من الاتحاد الأوروبي.
ويريد المتشككون من الاتحاد الأوروبى من ماي أن تسقط قبولها لدعم يضمن حدود أيرلندية مفتوحة، لكن يمكن أن يترك أيرلندا الشمالية تحت ترتيبات جمركية مختلفة عن باقي المملكة المتحدة.
وكالات- الثورة
التاريخ: الأثنين 12-11-2018
رقم العدد : 16834