من المفارقات الهزلية في زمن الإرهاب الوهابي التكفيري أن يدعو رأس النظام السعودي إلى حل سياسي في سورية، رغم أن هاجس تدميرها، وتفتيتها، وإطالة أمد الأزمة فيها لا يزال يشغل بال ذاك النظام الذي تفوق على الغرب في عدائه للشعب السوري،
لأنه كشف عورات آل سعود, وحقيقة انتمائهم، فبات استمرار دورهم الوظيفي، وتفردهم بالهيمنة على قرارات الكثير من الحكام العرب، وفرض أجنداتهم المشبوهة في المنطقة، مرتبطاً بإزاحة سورية عن المشهد العربي والإقليمي والدولي.
مع اقتراب سورية من إنجاز نصرها الكامل على الإرهاب، وإسقاطها لكل المشاريع الصهيو-أميركية والغربية، يحاول النظام السعودي عبثا اليوم تلميع صورته الإرهابية، متجاهلاً كل الجرائم التي اقترفها ولم يزل بحق الشعب السوري، عبر التنظيمات الإرهابية التي أنفق عليها مليارات الدولارات، ويتناسى أنه الأكثر تشبثاً من أقرانه في الغرب بمخطط تدمير سورية, وأنه يشن حرباً شعواء على مسار العملية السياسية برمتها, ولا ينفك يتنطح نيابة عن مشغليه في الغرب بالدعوات لعقد المزيد من الجلسات الاستعراضية على المنابر الأممية والدولية، لتوجيه الاتهامات الباطلة والمزيفة بحق الدولة السورية، بهدف محاصرة السوريين حتى بلقمة عيشهم.
النظام السعودي يراكم أكاذيبه عندما يتحدث عن الحل السياسي، وهو الأكثر إصراراً على إفشال أي مبادرة أو جهد دولي يفضي إلى ذاك الحل، والأكثر أنه يستميت حتى الآن في دعم التنظيمات الإرهابية، فاكتفى رأس ذاك النظام بالدعوة إلى إبعاد الإرهابيين عن سورية، وليس القضاء عليهم، طبعاً لحاجته الماسة لهم، ومواصلة الاستثمار في جرائمهم، بهدف إطالة أمد الأزمة، وبالتالي محاولة القضاء على دور سورية ونهجها المقاوم في المنطقة, لما يسببه ذلك من إحراج مزمن للنظام السعودي الذي لا يعرف إلا نهج الاستسلام فقط, أما المقاومة فلم يعرفها يوماً, كما أن التحالف القائم بينه وبين الصهيونية يقتضي منه تنفيذ كل ما يملى عليه للحفاظ على ذاك التحالف, لأنه يرى فيه استمراراً لديمومته.
آل سعود الغارقون في دماء الشعوب، لا يستطيعون التذاكي على أحد، وسجلهم الأسود الحافل بالجرائم لا يمكن أن يمحيه النفاق والكذب، والدعوة الخلبية التي أطلقها رأس النظام السعودي لإيجاد حلول سياسية في سورية واليمن وفلسطين، هي فقط لمدارة الفشل الذريع الذي منيت به مشاريعه التقسيمية التي جاهد لتنفيذها نيابة عن الكيان الصهيوني، وبات يدرك اليوم أنه مدة صلاحيته قد شارفت على الانتهاء، مع تهاوي مخططات الغرب الاستعماري، التي مولها ودعمها بكل ما يملك، ولكنه فشل في تمريرها، وتعرت حقيقة انتمائه أمام شعوب المنطقة والعالم.
حدث وتعليق
ناصر منذر
التاريخ: الأربعاء 21-11-2018
الرقم: 16841