لا يختلف اثنان على محورية دور المسكن وما يشكله من حجر زاوية في عملية إعمار سورية مجدداً بعد ما طال عمرانها من تخريب الإرهاب، لما تشكله هذه الأمتار المربعة من أمان واستقرار لكل أسرة سورية مهجّرة كانت أم ناشئة أو أياً كان توصيفها.
ولا يختلف اثنان أيضاً على ثقة المواطن بالقطاع العام الإسكاني رغم كل عوامل البهرجة والتفخيم والبريق الذي يحط بجهات القطاع الخاص، التي تحاول تقديم نفسها منقذاً للمواطن الباحث عن المسكن فقط بخدمات الفندقة والاستقبال، أما حين الجد فلا أصدق مما نقله العربي عن صديقه ساكن مرو «لو خرجت من جلدك ما عرفتك»..
مشاريع كثيرة في طول البلاد وعرضها نفذتها المؤسسة العامة للإسكان ولا تزال، وعلى اختلاف شرائح المشاريع من الاجتماعي إلى الشبابي والعمالي والضواحي السكنية والمجتمعات العمرانية، ولا يزال مسكن المؤسسة العامة للإسكان يشكل طموح كل مواطن من كادحي البلاد وموظفيها وشبابها، فما من جهة في كل الجهات المشابهة تقدم المسكن بكلفته دون أدنى رغبة في الربح إلا هي.
المسألة أن هذه المؤسسة التي كانت تحمل هم المواطن محدود الدخل باتت اليوم تحمل عبء آمال مئات آلاف الأسر في البلاد، الأمر الذي يجعل من تلبية كل تلك الآمال بالإمكانيات القائمة حالياً أمراً غير ممكن، تبعاً لكل الدمار الذي أصاب مساكن المواطنين في كل المحافظات، والتضخم الذي أصاب أسعار المساكن حتى في مناطق العشوائيات، نتيجة جشع المؤجرين ولا مبالاة القادرين مالياً تجاه لجم أسعار الإيجارات.
من يضمن استقراره الأسري تحت سقف يرد عنه برد الشتاء وحر الصيف، سيكون أكثر فاعلية في دوره ومبادرته في إعمار سورية، وهو استقرار تضمنه الدولة عبر ذراعها التنفيذية «المؤسسة العامة للإسكان».. فليكُن المسكن أولوية قبل الصناعي وقروضه والتاجر وتسهيلاته.. ومن لف لفهما.
مازن جلال خيربك
التاريخ: الأحد 25-11-2018
الرقم: 16844