على ما يبدو أن موجة جديدة من التغييرات على مستوى المؤسسات والشركات الصناعية العامة بدأت تضرب إدارات بعض تلك الشركات، ومنها ما يعاني ركوداً وثباتاً في الأداء لم يكن بالمستوى المطلوب منها كمؤسسات حكومية منتجة تتصدى لأحد أسوأ أنواع الحروب وهو الحرب الاقتصادية والحصار الاقتصادي الموازي للحرب العسكرية.
والمؤسف أن هذه الحرب وفي الميدان الاقتصادي ما زالت قائمة بل أنها تحتدم اليوم على خط ما يسمى تذبذب سعر صرف الدولار المتصاعد خلال الأيام السابقة عبر قفزه 70 ليرة نحو الأعلى وهو رقم يستحق الوقوف خاصة إذا ما تذكرنا سعره لفترة ما قبل الحرب المحدد وقتها بـ 50 ليرة، والتساؤل لماذا في هذا الوقت من تفاؤل أنعش في المواطن السوري بأنها ستفرج عليه بعد سني الحرب القاسية، وأن الحالة الاقتصادية للبلد إلى تحسن مع استعادة وتحرير مزيد من الأراضي على أيدي أبطال الجيش العربي السوري؟.
ولا شك أن بقاء تراجع الإنتاجية لمؤسسات صناعية عامة وتراجع في سعر الليرة والاستمرار في تكريس التعامل بالدولار (هناك من يشترط حين يقوم ببيع منزله أو سيارته أن يكون القبض بالدولار؟!) هو تحقيق لأحد مآرب أعدائنا ومن حاربوا جيشها ولقمة عيش مواطنيها، فمن الواجب الآن دعم الانتصار وتأمين استمراريته بتضحيات مشرفة يمكن تقديمها في جميع الميادين، ونبذ من يحاول اليوم خلق معركة جديدة على صعيد ما يسمى ارتفاع الدولار لإضعاف حالة الاقتصاد السوري.
ولعلها توقعات الطقس لفصل الشتاء بدأت تأخذ منحاها في التحقق مع تباشير في كميات هطولات مقبولة، كما بدأ فعلها يمتد ليضرب كل من الأفئدة والجيوب مع لطمات ارتفاع الدولار على اعتبار أن لعواصف الشتاء أشكالاً وألوان، فقد تكون على شكل عواصف ماطرة وثلجية أو باردة ولاطمة لا تحمل معها أياً من المطر أو الثلج، لكن لا بد أن يكون لمن صمد وانتصر المقدرة للتصدي وبكل حزم هذه المرة لأي رياح تسعى لإفساد فرحة واطمئنان قلوب السوريين.
الكنـــــز
رولا عيسى
التاريخ: الخميس 22-11-2018
الرقم: 16842