«انحدار أخلاقي في السياسة البريطانية»!

 سقط رئيس أركان الجيش البريطاني «مارك كارلتون سميث» في فخ ما تضمر بلاده وليس ما تعلنه بقوله إن التهديد الذي تشكله روسيا الاتحادية لبريطانيا أكبر من تهديد التنظيمات الإرهابية كـ «داعش والقاعدة».
لا شك أن الجنرال سميث يقول نصف الحقيقة وهي أن التنظيمات الإرهابية التي ذكرها والملصقات فيها لا تشكل خطرا لبلاده لأنها صناعة بريطانية- أميركية.
أما الجانب غير الصحيح والعدائي في تصريحه فهو اعتباره روسيا الاتحادية تشكل تهديدا للأمن القومي البريطاني أكثر من «داعش والقاعدة» متجاهلا الدعوات الروسية المتكررة «لشركائها الأوروبيين والولايات المتحدة» للتعاون في مجال حفظ الأمن والاستقرار في القارة القديمة والعالم.
تنحصر مهمة القوات الروسية في سورية في مكافحة الإرهاب المتمثل بجسدية «داعش والقاعدة» والتنظيمات المرتبطة فيهما ومن هنا يتضح أن إحدى أدوات الأمن القومي البريطاني المهمة هي هذه الكيانات الإرهابية التي عملت لندن ضمن التحالف الأميركي غير الشرعي لاستثمارها في الحرب الإرهابية على سورية عبر استخدام سياسة «الجزرة والعصا» وهو ما بات معلوماً لدى العالم ويشكل الجيب الداعشي في شرق الفرات أحد الأوجه الصارخة للاستثمار الغربي في الإرهاب.
لقد دأبت الحكومة البريطانية وخاصة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي على شيطنة الحكومة الروسية وافتعلت العديد من المشاكل في سبيل دفع باقي دول الاتحاد للانخراط في توجهها العدائي ضد روسيا ولكن لم تلق الصدى المطلوب من فرنسا وألمانيا حيث ترى هاتان الدولتان أن التعاون مع روسيا أمر ضروري لإشاعة الأمن والاستقرار في أوروبا وهو ما أثر سلبا في وسائل الدعاية البريطانية ضد روسيا التي تعاملت مع الحملة البريطانية ضدها عبر دحض كل الاتهامات الزائفة وإبداء الاستعداد للتعاون مع بريطانيا في التحقيق بأي قضية مثارة إلا أن الحكومة البريطانية رفضت ذلك.
الانحدار الأخلاقي في التصريحات البريطانية الذي وصل إلى وقاحة المقارنة بين روسيا و «داعش والقاعدة» نابع من فشل سياسة الحكومة البريطانية العدائية ضد روسيا والعجز في دفع الحكومة الروسية إلى اعتماد سياسة تصعيدية ضد لندن تستفيد منها الأخيرة لحشد الدول الأوروبية ضد روسيا الأمر الذي أحرج الحكومة البريطانية التي تحاول إشغال الرأي العام عن مشاكلها الداخلية بإثارة مشاكل خارجية.
من المستغرب أن لندن في اتهاماتها لروسيا تغرد خارج السرب الأوروبي ولا نرى لها الصدى المطلوب لدى واشنطن التي تتفاعل مع روسيا في الموضوع السوري وكل ذلك كاف لفشل المحاولات البريطانية الرامية إلى شيطنة روسيا.
العزلة البريطانية تتسع دائرتها بفضل سوء سياسة حكومة رئيسة الوزراء «تيريزا ماي» على المستويين الأوروبي والدولي والمفاجئ في تصريح رئيس أركان الجيش البريطاني هو انحداره الأخلاقي في المقارنة بين روسيا و»القاعدة و داعش» وليس في تفضيل التنظيمين الإرهابيين اللذين تم إنشائهما بشراكة بريطانية أميركية على روسيا.

 

 أحمد ضوا
التاريخ: الأحد 25-11-2018
الرقم: 16844

آخر الأخبار
في سباق مع الزمن و وسط تحديات الرياح والتضاريس.. جهود لإخماد الحرائق   سوريا تقترب من رقمنة الشحن الطرقي    "موزاييك للإغاثة والتنمية الإنسانية" حاضرة في الاستجابة لمتضرري الحرائق   "الثورة" من قلب الميدان تتابع عمل فرق الدفاع المدني  الحرائق تتواصل في مواقع عديدة     استجابة لحرائق اللاذقية.. منظمة "IASO" تطلق حملة "نَفَس حقكم  بالحياة" السفير البلجيكي ببيروت في غرفة صناعة دمشق لتعزيز العلاقات الاقتصادية  ربط طلاب الكليات الهندسية في حلب بسوق العمل  متابعة المشاريع التي تُعنى بتحسين الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين في حلب  وفد المنظمة العالمية للتحكيم الدولي في غرفة صناعة دمشق  الرئيس الشرع يصدر مرسوماً بتعديل بعض مواد قانون الاستثمار الشرع يشيد بجهود فريق تصميم الهوية البصرية الجديدة لسوريا مرسوم رئاسي بإحداث الصندوق السيادي لتنفيذ مشاريع تنموية وإنتاجية مباشرة والاستثمار الأمثل للموارد مرسوم رئاسي بإحداث صندوق التنمية للمساهمة في إعادة الإعمار مكافحة الفساد ليست خيارآ  بل أمراً حتمياً  توقيفات طالت شخصيات بارزة والمحاسبة مستمرة   "مهمشون" ومكافآت "شكلية"   ممرضون لـ"الثورة: الوقت حان للاستماع إلى نبضنا ليخفق قلب المهنة  من إدلب إلى دمشق..  "أبجد".. نحو مجتمع متضامن أساسه التعليم  تعزيز الجاهزية الرقمية في المدارس الحقلية الزراعية بحلب  BBC: طالبو اللجوء السوريون في بريطانيا.. بين القلق وانتظار قرارات لندن  وفرة في الغاز وندرة في المال..  مدير عمليات التوزيع: رخصة الغاز ليست مشروعاً تجارياً  قمة أممية للذكاء الاصطناعي.. توجيهه لخدمة أهداف التنمية المستدامة