للمرة العاشرة، وربما أكثر يعود الكيان الصهيوني للمغامرة من جديد، عدوان غاشم وغادر، يظن أنه اتى بالتوقيت الذي عمل من أجله،
جاء دعماً للعصابات الإرهابية التي لم تلتزم لحظة واحدة باتفاق سوتشي حول أدلب، ولا أي منطقة أخرى من مناطق خفض التصعيد، بل عملت على التصعيد وزيادة وتيرة عدوانها، على هذه الخلفية، مع اعتقده الكيان الصهيوني، أنه يخفف من عزلته، ومن ورطته الداخلية، ناهيك عما يمكن أن يفكر به، أن يصرف الأنظار عن عزلة ابن سلمان الذي يحاول جاهداً فكها، ولم تنفعه الشهادات الترامبية به، بل انعكست وبالاً عليه .
ضمن هذه الظروف والمتغيرات التي لا تصب بخدمة المحور الصهيوني، ومن معه من الأعراب والأدوات الإرهابية جربت اسرائيل من جديد القيام بعدوان واسع وشامل، والحجج باتت جاهزة ومعروفة، ولكنها أيضاً منفرة ومقززة، فالعالم كله يعرف حجم التضليل الذي يمارسه الغرب ومعه الكيان الصهيوني .
عدوان يراد منه أن يحقق الكثير من الأهداف وتوجيه الرسائل، من محاولة محو عار الهزيمة المدوية في العدوان الأخير على غزة إلى محاولة تطمين المستوطنين ومعه الأعراب أن اليد الطولى هي لاسرائيل، ومحاولة استكشاف المتغيرات التي جرت وترسخت بعد العدوان الأخير على اللاذقية وإسقاط الطائرة الروسية، هذا كله في ميزان الحساب، ولكن ما النتجية وما الحصاد ؟
لن نزيد على ما هو معروف وظاهر والكل لاحظ وشاهد، وبلغة الفصاحة والقوة، وحق الرد وبلاغة الحسم، هزيمة مدوية للكيان الغاصب، دحر العدوان، وكان الدرس الأكثر إيلاما له منذ من اعتداءاته السابقة، بكل بساطة ظنوا أن سورية بعد سبع سنوات من العدوان عليها قد ضعفت، ووهنت، وجاءهم الجواب من حيث يعرفون ولايعرفون، من حيث يحتسبون، ولايحتسبون، تصدع العدوان، وتهشمت أدواته، واخفق بكل أدواته، وغذا ما كان جس نبض، ورسائل بالنار، فإن الرد السوري، بلاغة أولية، لم تصل إلى المقدمة الأولى مما ينتظر أي عدوان آخر إذا ما فكرت اسرائيل أو غيرها القيام به، وثمة من يجب أن يقرأ ولايخطيء في الحسابات .
ديب علي حسن
التاريخ: الأحد 2-12-2018
الرقم: 16850