دعت مجموعة العشرين في البيان الختامي الصادر عن قمتها في بوينس آيرس إلى إصلاح منظمة التجارة العالمية.
وجاء في البيان الختامي للقمة التي عقدت على مدى يومين في بوينس آيرس بالأرجنتين وفشلت في ردم هوّة الخلافات بين دولها الأعضاء أن التجارة الدولية والاستثمار أداتان مهمتان للإنتاجية والابتكار وتوفير فرص العمل والتنمية، ونعترف بالمساهمة التي قدمتها منظومة التجارة المتعددة الأطراف في هذا الصدد.
وأشار البيان إلى أن المنظومة اليوم تفشل في تحقيق أهدافها بشكل كامل وهناك مجال لتطويرها، وبالتالي نحن نؤيد ضرورة إصلاح منظمة التجارة العالمية من أجل تحسين أدائها. وسنستعرض التقدم في ذلك خلال قمتنا المقبلة.
ومن بين القضايا الأخرى، تطرق البيان المكون من 31 بندا إلى قضية اللاجئين. وجاء فيه أن التحركات الكبيرة للاجئين قضية عالمية ذات عواقب إنسانية وسياسية واجتماعية واقتصادية. ونشدد على أهمية العمل المشترك للتعامل مع الأسباب الجذرية للنزوح وتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة.
كما تناول البيان قضية تغير المناخ، مشيرا إلى أن الدول الموقعة على اتفاقية باريس حول المناخ أكدت التزامها بتطبيق الاتفاقية بالكامل، وشددت على أن لا تراجع عن الاتفاقية.
وجددت الدول العشرون في البيان الختامي على التزامها بمحاربة الفساد وإدانتها الشديدة للإرهاب بشتى أشكاله، وتعهدت بتفعيل الجهود لمنع تمويله ومكافحة تبييض الأموال.
وأشار الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري خلال مؤتمر صحفي له في ختام القمة إلى أن الدول العشرين تعترف بأنه لا يزال أمامها الكثير من التحديات.
وتجدر الإشارة إلى أن رئاسة مجموعة العشرين في عام 2019 ستتولاها اليابان.
هذا وقد غاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الجلسة الثانية للقمة، المخصصة للتجارة العالمية، بعدما وضع العصي بعجلاتها، وأشعل حروبا تجارية مع الأقربين والأبعدين.
واعتبر وزير التنمية الاقتصادية الروسي مكسيم أريشكين، لوكالة نوفوستي أن الاجتماع كان أقل شأنا، لغياب الرئيس ترامب عنه، لأنه أكثر المهتمين بالتجارة وبوضع الرسوم والضرائب الجمركية على حركة البضائع وتبادلها في العالم، وأكثر من يطلق النار على الاتفاقات التجارية، حتى مع أقرب جيرانه في كندا والمكسيك.
وقال الوزير الروسي: للأسف، الجلسة الثانية في قمة مجموعة العشرين، التي كرست للتجارة العالمية، لم يحضرها دونالد ترامب. ببساطة لم يأت إلى هناك، وتبين أن المناقشة غير مكتملة لأن مواقف روسيا وأوروبا والصين والهند متقاربة، من موضوع تحرير التجارة العالمية من العراقيل والعقبات.
ووفقا له، فإن الجانب الأمريكي لم يعرب عن موقفه من قضايا التجارة العالمية، وقال الوزير أريشكين: لم تتم هذه المناقشة، لم يكن هناك (ترامب) في الجلسة الثانية» التي خصصت لمناقشة مشكلات التجارة وحروبها ومنظمتها العالمية.
بالتوازي أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا دولة رائدة في محاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن من يهاجم بلاده يسعى إلى مواقف استعراضية.
وقال بوتين في مؤتمر صحفي في أعقاب قمة العشرين تعليقا على مقارنة روسيا بمنظمة إرهابية في لندن: إن هذه التصريحات يتم احتسابها للحصول على نقاط إضافية داخل الدولة من الناخبين.
وأضاف: من المحتمل أن تكون روسيا الدولة رقم واحد التي تقدم المساهمة الأكثر أهمية في الحرب ضد الإرهاب، ومثل هذه التصريحات، كقاعدة عامة، تريد إظهار المواقف القاسية لهذا السياسي أو ذاك، ولكن يتم فعل هذا، قبل كل شيء، للحصول على نقاط إضافية داخل بلاد من صرح بذلك.
كما أكد أن الحرب ستستمر ما دامت السلطات الأوكرانية الحالية «باقية في الحكم»، وذلك تعليقا على تجدد التوتر أخيراً بين موسكو وكييف.
وقال: لا مصلحة للسلطات الأوكرانية الحالية في تسوية النزاع وخصوصاً بوسائل سلمية، وما دامت باقية في الحكم فإن الحرب ستستمر.
ومن ناحية أخرى أعرب بوتين عن أسفه لإلغاء نظيره الأمريكي دونالد ترامب لقاء كان مقرراً معه على هامش قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس، معتبرا أن الحوار مع ترامب «ضروري بالفعل».
إلى ذلك دعا منظمو مسيرة مناهضة للعولمة في بوينس آيرس إلى عدم دفع ديون الأرجنتين لصندوق النقد الدولي، وطالبوا بطرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
التاريخ: الأحد 2-12-2018
الرقم: 16850