من نبض الحدث… عدوان السخنة يفضح هيجان ترامب السياسي.. وجيفري يحمّل بندرسون أثقال المهمة

 

 

 

مجدداً (ليأكلوا البسكويت).. وكأن الرئيس الفرنسي ماكرون فقد صوته وسط ضجيج شارع الشانزليزيه.. لا شيء يدوي هناك في دخان المظاهرات سوى ارث حنجرة ماري انطوانيت وهي تقول في ثورة الخبز : أطعموا الشعب البسكويت.
ماكرون الذي هرب الى قمة العشرين سقط منها ليتدحرج على درج الشانزليزيه.. لم يجد ما يتشبث به هناك سوى قوس النصر الذي ذهب ليتفقده فور عودته عله يجد تعويذة المواجهة.. فعاد بخفي رفع حالة الطوارىء..
الشعب الفرنسي لا يستطيع هضم اسعار الوقود.. لكن المشهد يشي بما هو ابعد.. الفرنسيون عجزوا عن هضم سياسة رئيسهم فالتهبت باريس وارتفعت درجة حرارة الاتحاد الاوروبي.. العدوى واردة والتقطتها هولندا.
الهروب الاعتيادي الى الملفات الخارجية حل بالنسبة لمثل هذه المآزق.. ولكن هل يملكها الاوروبيون اليوم؟..
حاول ماكرون القبض على احد الملفات في قمة العشرين لذلك سمعت الجملة من الكواليس وهو يقول لابن سلمان: (انت لا تنصت إلي).. قد لا يسمعه أمير الاغتيالات لأن اذني الاخير ليست ملكه بل ملك لدونالد ترامب.. وما يريده الفرنسي من دية الخاشقجي ليضعه في جيب المتظاهرين قد يضحك ابن سلمان في سره.. فهو لا يملكها ايضا ويكاد لا يملك نفسه حين استثمره ترامب كله وأرسله في جولة تلميعيه ليثبت انه ما زال موجودا حتى ولو على هيئة دمية تقبل الشتيمة والترحيب من الدول على حد سواء..
النقطة الأضعف عند الرئيس الفرنسي انه واسلافه حولوا فرنسا الى شاهد بلا عمولات على كل الصفقات.. ماكرون لا يمسك الملفات في الشرق الاوسط ولا حتى خارجه بيديه.. بل يتشبث بحضوره ببذات دونالد ترامب وهو يراقص السعودية على حافة الهاوية او يفاوض روسيا على طاولة الدول العظمى..
أين إرث فرنسا واوروبا السياسي؟ الجواب في معدة ترامب ابتلعه كله.. ولعل ذلك يفسر ركلة الرئيس الاميركي لماكرون على تويتر وهو يطالب بجيش اوروبا الاكبر !
ليس غريبا ان تكون المظاهرات المحقة في فرنسا جزءا تيسر من درس اميركي لقنه ترامب لماكرون بعد ان وجد في ملامح تصريحاته نزعة للخروج عن الطاعة العسكرية لواشنطن..
يتقن الاميركي ابتلاع حلفائه.. كان يجب على باريس ان تحدق جيدا بعيون الواقع وليس بسذاجة قصور العصور الوسطى التي تتهلهل (بموكيت) الجينز الاميركي، قبل ان تعلق في تلك الفجوة ما بين التبختر بعطور باريس الانسانية ومابين المظاهرات ودخانها المسيل لدموع الحريات في مهد خطاباتها.
لا شك ان ماكرون مفلس خارجيا لذلك عجز عن طفره الداخلي.. حتى في الملف السوري الذي سخّرت باريس لأجله كل فنادق الخمس نجوم لتلمع (المعارضة) فيه لم تجد ما تسد رمقها به، ولم تعد باريس تملك لسانها حتى تحاضر في العفة الديمقراطية!
اليوم هي في السياسة الخارجية وبقامة ماكرون تتقزم وتقارب السعودية والاردن في دورها وإن تعظم هو فقط لمناصرة واشنطن في مجلس الامن او لإكمال العدد في المجموعة الصغيرة التي يشكلها جيمس جيفري حول سورية.. قد تكون المجموعة الاخيرة..
هذه المجموعة تحشد ما تبقى من الأدوار سعوديا وبريطانيا وفرنسيا والمانيا ومصريا واردنيا ايضا _الدور الأردني لم ينته بعد _ ، جيفري يحشد المجموعة لامتصاص صدمة انتقال البعثة الأممية لسورية من ستيفان دي ميستورا الى خلفه النرويجي بيدرسون.. عله أي جيفري يمرر في هذه (المرحلة الانتقالية) ما لم يستطع دي ميستورا تمريره من ثقوب القرار 2254 فيضه اللجنة الدستورية على واجهة الأوراق امام بيدرسون..
محاولة مضحكة للغش الاميركي الذي يرجع ورقة مكافحة الارهاب الى ما وراء فشله ويلعب بالوقت لتمزيق سلسلة آستنة.. فهناك في هذه المجموعة التي تنعقد خلال الساعات القادمة سينعي المبعوث الاميركي آستنة.. ربما طلب من اردوغان اغتيالها ووأد اتفاق ادلب.. لذلك لم يحرس ناطور الارهاب في الشمال السوري اردوغان عنب نزع السلاح بل يتآمر مع الارهابيين ويمرر الخروقات من بنود الابتسامات الدبلوماسية لموسكو.. واكثر.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يثق كثيراً بربطة العنق الاخوانية التي يرتديها اردوغان فوق احزمة النسف المرتقب لكل ما وقع عليه في القمم الماضية والتي يطلبها مع موسكو لمضغ الوقت.. لكن بوتين فضل ان يجرّ اردوغان من ربطة العنق تلك مستثمرا الوقت ايضا في غرور الرئيس التركي لزيادة الطلب على دوره في المنطقة..
من يشك بأن اردوغان ورقة ستتمزق في لعبة الشد بين اميركا وواشنطن وان كانت (ناتوية) المنشأ.. قد يكون في اعلان بوتين تأجيل الحديث عن لجنة الدستور في سورية رسالة بأن اللعبة مكشوفة.. ولكن لا بأس في توريط تركيا بوعود سياسية واغراءات اقتصادية تجعل العودة الى واشنطن اصعب وخاسرة في جزئية على الاقل.. فرمي الورقة التركية ليس إلا معركة مؤجلة في ادلب.. تدرك دمشق وموسكو انها تحترق لينضج الوقت.. وربما صبر الاميركي نفد.. لذلك خرج عن المهمة ليأتينا الخبر بأن عدوان التحالف الاميركي استهدف الجيش العربي السوري بالامس في السخنة.. بينما داعش على مرمى حجر ممن في شرق الفرات.
كتبت عزة شتيوي

آخر الأخبار
قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي "تربية حلب" تواصل إجراءاتها الإدارية لاستكمال دمج معلمي الشمال محافظ إدلب يلتقي "قطر الخيرية" و"صندوق قطر للتنمية" في الدوحة "تجارة دمشق": قرار الاقتصاد لا يفرض التسعير على المنتجين