الثقافة تحت الحصار ..

 التعامل مع الحياة في ظل الحروب و الحصار، بما لا يخرج النفس البشرية عن طبيعتها و فضائها، هو ثقافة بحد ذاته. الحفاظ على مستوى من الثقافة التي صنعتها البشرية لتكريم نفسها .. ليس انجازاً و حسب بل ضرورة ملحة قد لا تصل إلى ضرورة الخبز .. لكنها ليست بعيدة .. عنها .
يحكى أن (غوبلز) وزير الدعاية النازية الشهير الذي خاض مع هتلر قيادة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية .. استقبل يوماً صحفياً أجنبياً كان قد جال في ألمانيا النازية والدنيا في عز الحرب، وقد لفته أن الجامعات تغص بالطلبة، والمسارح والمكتبات و دورالعرض الفني والثقافي ناشطة وتستقبل عديد الشبان والمواطنين.
سأل الصحفي غوبلز عن مبررات وجود هذا العدد الكبير من الشباب الالماني في الجامعات و المسارح و المعارض و دور الثقافة .. والجيوش الألمانية تقاتل على عدد من الجبهات لاحتلال العالم ..؟؟!! ألا تحتاجهم جبهات القتال .. ؟!
قال غوبلز :
نحن في هذه الحرب، قد نربح و قد نخسر .. إن ربحنا فهؤلاء الشبان سيحكمون العالم و تعوزهم الثقافة .. و إن خسرناها .. هم سيعيدون بناء ألمانيا و سلاحهم الأساسي الثقافة ..
لم تكن نبوءة بل هو استنتاج علمي صحيح لا يقلل من أهميته كونه صدر عن منظر للنازية .. وها هم اولئك الذين تخرجوا من الجامعات و نهلوا من ثقافة المسارح والمعارض في حينه قد أعادوا بناء ألمانيا .. وعظم البناء ..
منذ نحو اسبوع أو أكثر بقليل، تابعت على أحدى الفضائيات .. تقريراً من جامعة الفرات في مدينة الحسكة .. كان التقرير يدور حول عرض مسرحي للطلاب يحضره جمهور متعدد في الجامعة، تحدث الطلبة المعدون للعرض و المشاركون فيه بثقة بالنفس مقدرين أهمية النشاط الذي يؤدونه.
للذي لا يعلم منكم – لا أعتقد أن ثمة من لا يعلم – فإن الحسكة تقع تحت الحصار الأميركي الذي يمنع عن أبناء المحافظة حتى المدارس و الكتب و يستخدم لذلك خونة يصح فيهم القول: و ذوي القربى أشد عداء و ظلماً .. هو تحدٍ لكل سوري و أبناء المحافظة في مقدمتهم .. يوجب القتال حتى تحرير المحافظة .. يعني بالبارودة و المدفع .. إن لم يجنحوا للسلم ..
لكن… في ظل الظروف التي تعيشها المحافظة وجامعة الفرات .. فإن عرضاً مسرحياً فيها يشكل طلقة في عين الاحتلال ستظل تدوي حتى التحرير الكامل منة الذين ظلموا.
مبارك لشباب الحسكة وجامعة الفرات استمرارهم في الدراسة بجامعتهم وهذا الفعل الكبير القيم .. مبارك قد تكون أتت متأخرة من اعلامي سوري .. وهذه قد تكون من ثماة لعلامنا .. وللمناسبة فالتقرير لم يكون من اعداد فضائية سورية ..!!
as.abboud@gmail.com

 

 أسعد عبود
 ثقافة- خط على الورق
التاريخ: الثلاثاء 4-12-2018
الرقم: 16852

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك