حتى يبقى المدار

شهدت فعاليات «يوم الثقافة لارتقاء الإنسان» احتفاء مميزا بأدباء أهدوا مكتباتهم وكنوزهم الثمينة لمكتبة الأسد الوطنية لتكون مرجعا للدارسين والمهتمين
ولطالبي العلم والمعرفة والمعلومة من مصادرها الموثقة بين دفتي هذه الكتب.

وربما هذه التظاهرة ليست جديدة على مجتمعاتنا، فقد حدثنا التاريخ عن عدد من شيوخ العلم ممن أوصوا بأن تذهب مكتباتهم بعد رحيلهم إلى أحد تلامذتهم أو إلى إحدى المكتبات أو المساجد ودور العبادة التي كانت تشكل في مرحلة تاريخية مكانا للعلم ومنارة للإشعاع الحضاري.
وهنا يحضرني قول نزار قباني عندما قال: «عندما يموت مبدع كبير، كأن كوكبا خرج عن مداره» ولكننا نستطيع أن نجعل هذا المبدع حاضرا وحيا في مداره فيما لو حافظنا على إرثه من الكتب التي تشكل مرحلة تاريخية كاملة تضم العديد من ألوان المعرفة وتحكي سيرته الذاتية وتشي بذائقته واهتماماته والمنتج الثقافي السائد في عصره.
فعندما يتبرع المبدع بإرثه من الكتب أو يوصي بأن تهدى إلى جهة ما أو مؤسسة ثقافية، فهو يضع بين أيدي الأجيال كنوزا ثمينة يستطيع أن يفيد منها في دراساته العليا أو تحصيله الأكاديمي، بدل أن يودي بها الإهمال إلى الرصيف وبيعها بأبخس الأثمان، والمؤسف أننا لاحظنا ذلك عند شرائنا لبعض الكتب القديمة المستعملة، قد كتب عليها من مقتنيات فلان، أو من إهداء فلان لفلان، وهذا بالطبع يدل على جهل الورثة بقيمة هذه الكتب التي يمكن أن تكون نادرة وثمينة جدا.
وهذا الأمر أيضا يحيلنا إلى كثير من المشاريع التي يمكن أن تنشأ للحفاظ على تركة المبدعين من الكنوز الفكرية وربما لنا في تجارب العديد من الدول أسوة حسنة وذلك بإقامة متاحف تضم كتب المبدع ومقتنياته لتكون محجا وسياحة ثقافية لكل المهتمين، كما متحف الأديب جبران خليل جبران في لبنان مثلا، أو تخصص مكتبات لاستيعاب هذه التبرعات يؤمها الطلاب للاستعانة بمقتنياتها في دراساته والتعرف عن قرب على إرث مبدعينا، وهذا يشكل فرصة لتواصل الأجيال وبناء وعيهم وانتمائهم لوطن سيبقى مبدعوه كواكب تهدي العالم ألق الثقافة ووهجها.

  فاتن دعبول
التاريخ: الثلاثاء 4-12-2018
الرقم: 16852

آخر الأخبار
رقابة غائبة وتجار متحكمون.. من يدير الأسواق والأسعار؟ الخريجون الأوائل من الجامعات  للتعيين المباشر في المدارس   تأهيل ثلاث مدارس في ريف دير الزور  التنمية الإدارية تنشر قوائم تضم 40,846 مفصولاً تمهيداً لإعادتهم إلى العمل  تحالف للاقتصاد السوري السعودي.. د. إبراهيم قوشجي لـ"الثورة": لا يخلو من التحديات ويفتح أسواقاً جديد... "أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء تطوير منظومة النقل في حلب وتنظيم قطاع المركبات الزراعة بريف حلب بين التحديات والفرص ارتفاع كبير ومفاجئ للأسعار في أسواق طرطوس.. والرقابة غائبة! "شفاء 2".. يداً بيد لتخفيف معاناة المرضى .. 100 طبيب سوري مغترب لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المج...