بعد انقطاع دام سنة ونيِّفاً قضيتها بعيداً عن الكتابة في المقالات، لكنها كانت حافلة بالنشاطات الحقوقية في المحافل الدولية والمنتديات والمؤتمرات وحتى في شوارع بعض العواصم الاوروبية تنديداً بما ترتكبه أنظمة الرجعية العربية وعلى رأسها مملكة الإرهاب من فظائع وأهوال، للضغط على منظمات المجتمع الدولي لاتخاذ مواقف فعالة ومؤثرة ضد تلك الأنظمة التي استمرت في استعباد شعوبها وقمعها .. وهذا بحد ذاته تحرك نوعي احتل موقعه في سجلات تلك المحافل وأكثرها أخذ طريقه عبر القنوات المتاحة إلى مراكز القرار .
ناهيك عن ضخ عدد هائل من التغريدات عبر وسائل التواصل حسب الأحداث المتلاحقة ، ما يعني أني عندما اخترت المنافي القسرية لأكون صوتاً للحق والحقيقة لم يكن ذلك خوفاً من القضبان التي تنتظرني في بلدي الحبيب عقب أحكام جائرة تكاد تتعدى الـ 62 عاماً .. والحبل على الجرار، والله وحده يعلم إلى كم سنة ستصل ما دامت الأوضاع تسير على هذا المنوال من الكيدية بفعل تدخل انظمة القمع والجهالة والظلام .
قد يكون هذا التقديم ضرورياً لإلقاء الضوء على الفترة السابقة، وأعتقد أن الكثير من المراقبين يعرفون هذا من خلال متابعاتهم الحثيثة .
الآن أعود عبر صحيفة (الثورة) الغراء التي تصدر في قلعة العروبة وقلبها النابض سورية ، ورب سائل يسأل: لماذا سورية ؟ والجواب بكل بساطة هو ارتباطي الوجودي والوجداني بهذه القلعة التي تمكنت طوال أكثر من سبع سنوات وتكاد تصل إلى الثماني ليس فقط بالصمود في وجه أعتى وأشرس مخطط في التاريخ المعاصر، بل الانتصار على هذا المخطط الجهنمي الذي تكالبت فيه القوى من شتى أصقاع الأرض وحشدت القوى الظلامية والنفعية والارتزاقية للقضاء على الموقف السوري من قوى الممانعة والمقاومة والرفض ، وأثبتت هذه القلعة أن المخططات مهما كانت جهنمية فإن التصدي لها وهزيمتها لم يعد من المستحيلات، بل من الممكنات المؤكدة التي وصلت لترسم خريطة سياسية جديدة لعالم جديد تغيرت فيه موازين قوى ودخلت قوى أخرى ليس فقط لمشاركة القوى الظلامية في التحكم بمقادير الشعوب بل لوضع خطوط حمراء لم يعد بإمكان أحد تجاوزها .
الكلام كثير .. والايام القادمة حبلى بالأحداث التي قد تبدو مفاجئة للاعبين لكنها ليست كذلك بالنسبة لقلعة الصمود التي عرفت كيف تصمد والى اين ستصل ..
ليست الشعوب فقط هي التي ستحج الى قلعة الصمود ، بل العديد من انظمة الاستكبار صاغرة .
وإن غداً لناظره قريب .
رئيس المجلس الدولي لدعم المحاكمة
العادلة وحقوق الانسان
د. عبد الحميد دشتي
التاريخ: الثلاثاء 4-12-2018
رقم العدد : 16852
السابق