ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها السيد الرئيس بشار الأسد عن أولوية خدمة المواطن والتواصل مع الناس وتلبية طلباتهم وفق الممكن والوقوف على مسافة واحدة من الجميع.. والحديث الذي تابعناه في الاجتماع الذي تم بعد التعديل الحكومي هو رسالة جديدة للمسؤولين بمختلف مواقعهم مفادها بأن ثقافة المسؤولية يجب أن تقوم على إدراك المسؤول أن موقعه أو منصبه ليس للتشريف وإنما هو تكليف لخدمة المواطن كما تستلزم هذه الثقافة ضرورة إدراك المواطن أن المسؤول في خدمته ولكن ضمن شروط موضوعية هي القوانين والأنظمة النافذة ولاسيما أنه بات من المعروف أن نجاح أي مؤسسة أو إدارة في تحقيق أهدافها وبلوغ المستوى المطلوب من التطور والازدهار في أدائها مرتبط إلى حد كبير بالقيادة الإدارية التي تشرف عليها ذلك لأن هذه القيادة تعتبر بمثابة الأداة الهامة والضرورية التي يتم بواسطتها تعبئة وتنسيق جهود وإمكانات المؤسسة المادية والبشرية للوصول بها إلى تأدية مهامها بالشكل الأمثل ولعل ثقافة المسؤولية اليوم تكتسب أهمية إضافية وباتت حاجة ملحة في سياق البناء على ما تحقق من صمود وانتصارعلى امتداد مساحة الوطن من خلال الحفاظ على نقاط القوة في أي إنجاز وتعزيزها وتقويتها والاستفادة من الدروس أيضاً في تجاوز نقاط الضعف إن وجدت ولا سيما ما يتعلق بالبُعد الشعبي في مواجهة الإرهاب والتطرّف وثقافة القتل ليكون الجيش والشعب كما كان على الدوام ولا يزال في خندق واحد في مواجهة أي اعتداء على الوطن ولا شك أن القاعدة الأساسية للمواجهة تبقى دائماً وتستند إلى الثقة بالنفس من جهة والإيمان المطلق بالقضية الوطنية التي ندافع عنها من جهة أخرى ليبقى وطننا آمناً ومستقراً.
والأمر هنا مرتبط بالمواطن أيضاً عندما يدرك أنه شريك فاعل بالوطن وتجسيده لمفهوم المواطنة، حيث هناك واجبات على المواطن أولها أن يتخلص من ثقافة اللامسؤولية وأن المواطن الفاعل هو الشريك في تحمّل مسؤولياته تجاه الوطن ومن الواجب عليه أن يشارك بالحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والانضمام الطوعي لممارسة دوره والولاء والوفاء للوطن. وبالمقابل على كل مسؤول أن يدرك كما جاء في حديث السيد الرئيس للحكومة أن هناك قناعة يجب أن تكون مغروسة في كل شخص يتبوأ منصباً وهي أن المجال الذي يعمل به هو الخدمة العامة أي إنه يجب أن يكون في خدمة المواطن وليس العكس.
يونس خلف
التاريخ: الثلاثاء 4-12-2018
رقم العدد : 16852
السابق
التالي