هولندا تلحق بلجيكا وتحجز السبت القادم.. «السترات الصفراء» تصعّد في فرنسا.. وأوروبا تتحسّب لـ «تسونامي» الاحتجاجات
بعد أن استثمرها الغرب في الكثير من البلدان، ولعب كثيرا على أوتار التحريض لزعزعة استقرار شعوب بأكملها، بهدف تحقيق أطماعه العدوانية، بدأت الاحتجاجات الشعبية تهز اليوم الدول الأوروبية، وتضعها في خانة الاختبار، بما يخص حريات التعبير وحقوق الإنسان،
إلا أن ما يحصل في باريس بفعل الاحتجاجات المتصاعدة، وردود الحكومة الفرنسية عليها، يفند أكاذيب الغرب، فعمليات قمع تلك الاحتجاجات باستخدام الغاز، والرصاص المطاطي، وحملات الاعتقالات الواسعة التي طالت مئات المحتجين على رفع أسعار الوقود والأوضاع المعيشية، توضح مدى استخفاف حكومات الغرب بمطالب شعوبها، وتثبت ازدواجية المعايير التي تنتهجها تلك الحكومات في سياساتها تجاه الدول الأخرى، حيث تضع المحتجين في خانة «المعارضة» المشروعة، عندما يتعلق الأمر بدول تناهض سياساتها، أما عندما تنتفض شعوب الغرب ضد حكوماتها، فالأمر يختلف تماما، حيث يصبح المحتجون حفنة من المشاغبين الذين يسعون إلى نشر الفوضى والخراب، ويجب قمعهم بكل الوسائل والسبل.
الاحتجاجات الشعبية في فرنسا تتصاعد اليوم، وعدوى «السترات الصفراء» تنتقل من بلد أوروبي إلى آخر، حيث لم تلبث بروكسل أن تحسّبت للاحتجاجات القادمة لها يوم السبت القادم، لتوجه «السترات الصفراء» دعوة طارئة للمشاركة في مظاهرة سلمية تنطلق في أمستردام في هولندا بنفس الموعد والتاريخ.
فعلى الرغم من وعود الحكومة بتقديم تعويضات عادلة، إلا أن المظاهرات في فرنسا ما زالت مستمرة وتتصاعد أكثر فأكثر، وتنفجر في وجه الرئيس مانويل ماكرون ردا على زيادة أسعار الوقود والضرائب على ذوي الدخل المحدود، لدرجة أن المحتجين حاصروا أمس 11 منشأة لتخزين الوقود تابعة لشركة النفط الوطنية «توتال»، حسبما نقلته رويترز عن ممثل الشركة.
ولوحظ أن 75 من أصل 2200 محطة وقود تملكها شركة «توتال» في فرنسا تعاني من نقص في الوقود.
وأمام هذا التصعيد أكد وزير المالية الفرنسي برونو لومير على ضرورة الإسراع بخفض الضرائب في البلاد على حساب تقليص الإنفاق الحكومي العام.
وأشار لومير في سياق مؤتمر صحفي عقده أمس إلى أن ارتفاع الإنفاق العام يسبب تزايد الدين العام وبالتالي ارتفاع الضغط الضريبي على المواطن.
وأكد أن رفع الأجور يمثل «خطا أحمر» للحكومة، مشددا على وجوب «الإسراع بتخفيض الضرائب مما يتطلب التعجيل في تقليص الإنفاق الحكومي».
ووصف لومير الخطة بأنها «شرط لإخراج البلاد من عبء ديونها وضمان رخاء جميع الفرنسيين».
وأفادت تقارير إعلامية فرنسية بأن أنصار الحراك رفعوا قائمة بمطالبهم إلى الحكومة تضم 42 بندا وتشمل عدم تطبيق قانون رفع الضريبة ورفع الحد الأدنى للأجور وتخفيض سن التقاعد من 62 إلى 60 عاما، فضلا عن تقليل الإنفاق على الموظفين الحكوميين وتشديد الرقابة على الهجرة غير الشرعية وغيرها.
في الأثناء أظهر استطلاع للرأي أن أكثر من ثلثي الفرنسيين يؤيدون حركة «السترات الصفراء» التي قادت الاحتجاجات الواسعة في فرنسا ضد سياسات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
وجاء في الاستطلاع الذي أجرته خدمة هاريس انتراكتيف ونشرته قناة «ار تي ال» التلفزيونية الفرنسية أن 72 بالمئة من الفرنسيين يؤيدون الحركة التي تحتج على ارتفاع الضرائب وأسعار المحروقات في فرنسا.
ويقول علماء الاجتماع: إن نتائج الاستطلاع تشير إلى أن دعم الفرنسيين للحركة لا يزال عاليا وان المجتمع الفرنسي «يفهمها ويؤيدها» رغم أنه يعارض العنف.
وأصيب 133 شخصا واعتقل 412 آخرون خلال الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس قبل يومين والتي واجهتها الشرطة الفرنسية بالقمع وإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ومدافع المياه بينما أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن 75 ألف شخص شاركوا في التظاهرات المناهضة لسياسات ماكرون وإجراءاته الأخيرة بما فيها زيادة الضرائب واسعار الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة.
وكان المحتجون بالعاصمة الفرنسية رفعوا شعارات مناهضة لماكرون تطالبه بالاستقالة من منصبه وبثت وسائل إعلام فرنسية بينها قناة (لاشين انفو) مقاطع فيديو هتف فيها المحتجون بعبارة «ارحل.. ارحل» أثناء وصوله برفقة عدد من المسؤولين إلى منطقة كليبر لتفقد قوات أمنه التي قمعت المحتجين.
عدوى احتجاجات حراك «السترات الصفراء» انتقلت كالهشيم إلى هولندا، بعدما اجتاحت فرنسا، حيث ووجهت «السترات الصفراء» دعوة طارئة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة موقع تويتر، للمشاركة في مظاهرة سلمية تنطلق في أمستردام يوم السبت المقبل، الموافق 8 كانون الأول الجاري، للمطالبة بتخفيض الضرائب وتحسين الخدمات الصحية واستقالة الحكومة الحالية.
وذكرت وكالة «أ دي»، الإخبارية الهولندية على موقعها الإلكتروني، أن متظاهري السترات الصفراء حصلوا على ترخيص من البلدية في أمستردام لإطلاق مظاهرة يوم السبت المقبل، وتم تسجيلها رسميا.
وعلى الرغم من أعمال الشغب في فرنسا وبروكسل، فإن بلدية أمستردام تعتبرها احتجاجا منظما، وفقا للمتحدث باسم رئيس البلدية هالسيما.
وأوضحت الوكالة: يبدأ الاحتجاج في الصباح في أمستيل، وينتهي عند ستوبارا.
وسيتم ترديد الأغاني الحماسية أثناء المسيرة الاحتجاجية. وتشمل مطالب ذوي السترات الصفراء خفض الضرائب، وتحسين نظام الرعاية الصحية، ورحيل رئيس الوزراء مارك روتيه.
وتابعت الوكالة الإخبارية: المتظاهرون دعوا عبر تويتر، الأشخاص الذين يعتزمون المشاركة في الاحتجاجات إلى عدم رفع اللافتات أو الأعلام والتخلي عن ارتداء الأقنعة.
وكالات – الثورة
صفحة أولى
التاريخ: الثلاثاء 4-12-2018
رقم العدد : 16852