لوبي الخلق الجديد

لا نعتقد أنّ المهرجان الذي يُعَدّ له بعنايةٍ فائقة (زُرِع وصُنع في سورية) سيمرّ هكذا مرور الخاطر، وينقضي من دون بصماتٍ مميزة لها أثرها الاقتصادي والاجتماعي على البلد ككل، لأن كل من يلامس توجهات القائمين على فكرته – لجنة القطاع الزراعي في اتحاد المصدرين السوري، وغرفة صناعة دمشق – يدرك جيداً حالة (الإيمان) التي تنبثق من بين عباراتهم وطريقة اهتمامهم بالموضوع، وصولاً إلى منتجات زراعية منتخبة ومميزة قابلة للصناعة وللتصدير.
فالقائمون على الفكرة مؤمنون فعلاً بأنّ أرضنا السورية الطيبة مُجرّبة بعطائها الزاخر، وهي قادرة بحكم طبيعتها وخصوبتها على تحقيق استثمارات زراعية كبيرة، واسعة وعمودية، ومتعدّدة الأشكال والأنواع، ولا تزال هذه الأرض قادرة على أن تُقدّم الكثير من المفاجآت الإنتاجية، وفقط علينا أن نُركّز ونُفكر، ونبحث، فطاقاتها واسعة الطّيف، لدرجة أنها تمكّنت – وبكفاءةٍ عالية – أن تُنتج ثماراً استوائية، كان الجميع يعتقد أنّ إنتاجها لا يمكن أن يتزحزح عن خط الاستواء، ولكن الأرض السورية استطاعت أن تُدحرجها عن الخط المعهود، وها هي العديد من الثمار الاستوائية كالأفوكادو، والقشطة، الشوكولا، سابوتا، شيكو، أمبي، دراكون، فيجويا، غرافيولا، والموز، وغيرها من الثمار الاستوائية، صارت تزداد وتنمو وتتسع على الأرض السورية، ويبدو أنها بعد حين سوف تُشكّل رقماً زراعياً لا يستهان به في سورية.
ولذلك فإن القائمين على فكرة المهرجان، معهم حق في أن يبذلوا اليوم جهوداً مكثّفة لاستقطاب مختلف الأفكار الجديدة والمجدية في العالم الزراعي، ليتم السعي من أجل التعامل معها كما ينبغي، وتطبيقها على الأرض.
الجديد في الموضوع، والذي يزيد من الأمر تفاؤلاً، هو دخول الصناعة على هذا الخط الزراعي، عبر غرفة صناعة دمشق مبدئياً، والتي انسجمت بالموضوع، واعتبرت نفسها معنيّة بتصنيع المنتجات الزراعية السورية، التي جذبتها من خلال الطريقة الإيمانيّة – بل والذكية – التي تعرضها لجنة القطاع الزراعي في اتحاد المصدّرين، التي لا يقتصر نشاطها على تصدير المنتجات الزراعية، وإنما منتجات الصناعات الزراعية أيضاً، فكان مهرجان (زُرع في سورية) فرصة نادرة أمام الصناعيين، ليقفوا على كل منتج زراعي قابل للتصنيع، فتحمّسوا وآمنوا بهذا الطرح ليكونوا ركيزة أساسية فيه، وينقلب المهرجان إلى الاسم الجديد الأشمل (زُرِع وصُنع في سورية) ليُشكّل الطرفان (لوبي) حقيقياً يعمل من أجل خلق ما أمكن من القيمِ المُضافة لمنتجاتنا الزراعية، والتي تصبُّ بالنهاية في زيادة الإنتاج، وإنعاش الاقتصاد الوطني، وبمقدار الطاقات الهائلة الموجودة في الأرض السورية الخصبة، فإن طاقات إنساننا السوري ليست أقل منها، وهو الأكثر قدرة على التصنيع، وعلى المزيد من الإبداع في ابتكار الصناعات المناسبة والمجدية لزراعاتنا السورية المنوّعة.
لقد بدأت أيام مهرجان (زُرِع وصُنِعَ في سورية) بعدٍّ تنازلي سريع، فبعد عشرة أيامٍ من اليوم سينطلق، ونكون على موعدٍ مع افتتاحه في العشرين من كانون الأول الجاري، ولن يكون مجرد ملتقى للمنتجين الزراعيين، وإنما ملتقى للصناعيين أيضاً، ولأصحاب الأفكار الجديدة التي تصبُّ في تحريض الأرض على تفجير طاقاتها، وتحفيز عقول الصناعيين أيضاً على إطلاق مواهبهم وإبداعاتهم.
علي محمود جديد
التاريخ: الأثنين 10-12-2018
رقم العدد : 16856

آخر الأخبار
مبعوث ترامب: واشنطن تخشى اغتيال "الشرع" وتدعو لتأمينه وتوسيع الدعم لحكومته " الثورة " تفتح ملف تفاصيل وخفايا الجدال حول  استثمارات "تعبئة المياه'' الليكو لـ"الثورة": شروط صارم... رفع جودة الخدمات في اللاذقية قبل الموسم السياحي الشيباني يلتقي نظيره الفرنسي في نيس الفرنسية يربط الموانئ البرية والبحرية.. البراد: رفع الطاقة الاستيعابية لـ"معبر نصيب" الصناعيون يطرحون حلولاً إسعافية.. معامل السيراميك بين أزمة الطاقة والتهريب تكاليف الزواج تغتال فرح العرسان  هل يبنى الزواج على الحب..أم على الملاءة المالية ..؟! دراسات لمشاريع تنموية في درعا ضربات جوية تستهدف مناطق بريف إدلب تخلّف قتلى وجرحى كتّاب اللاذقية يطالبون بمشاركة أوسع وتحسين واقعهم المادي السورية للاتصالات: انقطاع الانترنت سببه عطل فني مؤقت تأمين مستلزمات العملية الامتحانية بالتعاون مع "اليونيسيف" الشرطة السياحية.. تعزيز للثقة بين السياح والمجتمع المحلي إزالة ألغام ومخلفات حربية في درعا  اقتصاد العيد.. يرفع حركة الأسواق 20 بالمئة السلم الأهلي.. ترسيخ القيم الاجتماعية والمبادئ السماوية د. عليوي لـ"الثورة": محاربة الجريمة بكل أشكا... ملك الأردن والرئيس اللبناني: أهمية الحفاظ على أمن واستقرار سوريا السّلم الأهلي.. يرسم ملامح سوريا ويخطّ مسارها الوطني تأمين نقل للمراقبين والإداريين المكلفين بالامتحانات في جرمانا "يديعوت أحرونوت":  استغلال ولاية ترامب للتوصل لاتفاقيات مع الدول العربية