إنهم الإرهابيون لا تتغير مواقفهم ولا يتبدل سلوكهم، وإنه نظام أردوغان الإرهابي العثماني لا يحفظ عهداً ولا يلتزم اتفاقاً، يلعب على التناقضات محاولاً الاستفادة من الزمن الذي لا يستطيع فيه مواجهة الوقائع الميدانية لينتظر ظروفاً يستطيع فيها الكشف عن أنيابه ومخالبه العدوانية،
فنراه اليوم يحرك أدواته الإرهابية عبر تنظيم هيئة تحرير الشام للانقضاض على المواقع وطرقات المواصلات وخطوط النقل الداخلة ضمن اتفاق سوتشي ذي السقف الزمني المحدد، الأمر غير المستغرب بالنسبة لطاغية مثل أردوغان.
ويستغل النظام العثماني الجديد التطورات الدولية المتمثلة في التهديدات الأميركية المرافقة لرحيل سيء الذكر ستيفان دي مستورا الضليع في تقديم الأكاذيب عبر إحاطاته المتكررة أمام مجلس الأمن، وهو الأمر الذي سيكرره خلال آخر شهادة كاذبة له أمام مجلس الأمن، واضعاً خَلَفه أمام صعوبات وتعقيدات لن يكون بمقدوره تجاوزها بسهولة مع عدم اعتراف الإدارة الأميركية باستخدام الإرهابيين لأسلحة وغازات كيماوية في حلب تسببت بإصابة أكثر من مئة مدني خلال الشهر الماضي.
ورغم تداخل الوقائع الميدانية والسياسية الدولية فإن الحقيقة الأكبر القادرة على فرض نتائجها هي الحقيقة الميدانية على الأرض، وما قام به بواسل جيشنا في الميدان ونفذته الحكومة في مختلف المحافظات السورية، فإن لم يحصل تقدم في مضمار المفاوضات السياسية فقد يجد السوريون أنفسهم مدفوعين لعقد مؤتمر جديد للحوار الوطني الداخلي تدعى إليه كل الهيئات المعارضة لاعتماد قرارات وتوصيات لا يكون فيه تدخلات للقوى العدوانية، وذلك أمر بيد الشعب السوري وحده بعدما صمد وقدم التضحيات الجسيمة ليحافظ على حقه القانوني في اختيار مستقبله وفق رؤية أبنائه.
نقش سياسي
مصطفى المقداد
التاريخ: الثلاثاء 11-12-2018
الرقم: 16857