أميركا تربط لقاء ترامب مع بوتين بالإفراج عن البحارة الأوكرانيين!.. موسكو: واشنطن لا تريد الحوار واتهاماتها بشأن معاهدة الصواريخ مرفوضة
أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن تصريحات واشنطن حول انتهاك روسيا لمعاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى تفتقر للأساس.
وقال سيرغي ريابكوف في بيان الخارجية الروسية: روسيا مازالت ملتزمة تماما بالتنفيذ الصارم والنزيه لمعاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، بما في ذلك الالتزام بعدم إنتاج واختبار الصواريخ المحظورة للقذائف المحظورة بموجب المعاهدة، ينطبق هذا بشكل كامل على الصواريخ المجنحة المتمركزة على الأرض، والتي لم يتم تطويرها واختباره لمدى مساوٍ أو أكبر من الحد البالغ 500 كم الذي حددته المعاهدة لهذه الفئة من الصواريخ.
وأضاف البيان: مع الأخذ بعين الاعتبار عزم الولايات المتحدة الانسحاب من المعاهدة، الذي تم التأكيد عليه عبر القنوات الدبلوماسية وعلى مستوى سياسي رفيع أنه قرار نهائي ولا يمكن إعادة النظر فيه، إلا أننا من جانبنا نترك الباب مفتوحا لحوار موضوعي وبناء ويهدف لنتائج مقبولة للجانبين من أجل البحث عن سبل للحفاظ على معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى».
وتابع البيان: مع الأسف، الولايات المتحدة لا تبدي رغبة للتوصل لاتفاق معنا على أساس المساواة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في نهاية تشرين الأول أن الولايات المتحدة سوف تنسحب من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.
يذكر أن معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، تم التوقيع عليها بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي في العام 1987، ووقعت المعاهدة في واشنطن من قبل الرئيس الأمريكي، رونالد ريغان والزعيم السوفييتي ميخائيل غورباتشوف، وتعهد الطرفان بعدم صنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة، وبتدمير كافة منظومات الصواريخ التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000-5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 500-1000 كيلومتر.
وفي واشنطن أعلن مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جون بولتون أنه لن يكون هناك لقاء بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين ما لم تفرج موسكو عن السفن والبحارة الأوكرانيين.
وقال بولتون للصحفيين في واشنطن أمس: لا أرى في المستقبل المنظور ظروفا لعقد مثل هذا اللقاء طالما لم يتم الإفراج عن السفن الأوكرانية وطواقمها.
وجدير بالذكر أن ترامب ألغى لقاءه المقرر مع الرئيس بوتين على هامش قمة العشرين في بوينس آيرس، وربط قراره بحادث احتجاز البحرية الروسية 3 سفن أوكرانية في مضيق كيرتش لعبورها الحدود الروسية بصورة غير مشروعة.
ولا تزال السفن وطواقمها رهن الاحتجاز لانتهاك الحدود، بينما طالبت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية بإطلاق سراح البحارة.
في الأثناء أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن المباحثات بين الوفدين الروسي برئاسة نائب وزير الخارجية أوليغ سيرومولوتوف، والأمريكي بقيادة النائب الأول لوزير الخارجية الأمريكية، جون ساليفان عقدت في فيينا أمس.
وجاء في بيان الخارجية أمس: جرى مناقشة مبادئ وأسس مهمة تنشيط التعاون الثنائي لمواجهة أخطار الإرهاب، كما تم تبادل الآراء حول أكثر القضايا إلحاحا، وآفاق التعاون الثنائي في مجال محاربة الإرهاب.
وتابع البيان: الأطراف اتفقت على مواصلة الاتصالات بشكل منتظم في مجال محاربة الإرهاب.
وفي سياق متصل تساءلت مجلة «المصلحة الوطنية» الأمريكية عن طبيعة الرد الروسي، في حال انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
ويرى الخبراء الأمريكيون بحسب المجلة أن روسيا قد ترد على الانسحاب الأمريكي بنشر «سلاح الانتقام النووي»، وهو المجمع العسكري «المحيط»، الذي يطلق عليه الغرب اسم «اليد الميتة»، ويتم التحكم بهذا المجمع آليا لرد نووي واسع النطاق.
وتم إنشاء هذا المشروع في العهد السوفيتي، ويستمر تحسينه إلى الآن بحسب المجلة.
وقد تم التطرق إلى مشروع «المحيط» آخر مرة في بريطانيا، في شهر مارس الماضي، مباشرة بعد رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الجمعية الفدرالية، التي أعلن فيها عن نماذج جديدة من الأسلحة الاستراتيجية.
وقد قال بروس بلير، أحد كبار الخبراء في مجال نزع الأسلحة النووية حينها لصحيفة ديلي ستار، إنه بغض النظر عن «المفهوم المرعب»، فإن «المحيط» يساعد على الحد من خطر الحرب النووية.
التاريخ: الجمعة 14-12-2018
الرقم: 16860