أيام قليلة وتطوي حلب عامها الثاني بعد تحريرها من رجس العصابات الإرهابية المسلحة وهي تتجه قدماً في مسيرة إعادة الإعمار التي يشترك فيها كل أبناء الوطن
ومن مختلف القطاعات لإيمانهم العميق أن الوطن لايبنى إلا بسواعد أبنائه ولاترتوي تربته الطاهرة إلا بدماء الشهداء وعرق العمال والكادحين، فالشهداء من خلالهم يتحقق الانتصار والعمال من خلالهم ينجز الإعمار.
خلال هذين العامين لم يتوقف أهالي حلب بمختلف فئاتهم عن المشاركة بإعادة إعمار الحجر وبناء البشر بمبادرات شخصية وبدعم حكومي لأنهم مؤمنون أن إعادة الإعمار إنما هي نهج تشاركي ، ومن هنا كانت الفعاليات الاقتصادية سباقة في تأهيل الأسواق التجارية من خلال تشكيل لجنة لكل سوق.
وذكر وسيم مزيك أمين سر غرفة تجارة حلب أن الغرفة ومنذ تحرير حلب من الإرهاب وضعت النقاط على الحروف من أجل البدء بإعادة نبض الحياة للأسواق التجارية ولاسيما الواقعة في المدينة القديمة مثل سوق وخان الجمرك وسوق وخان الوزير وسوق جادة الخندق وباب النصر والعديد من الأسواق التي يتم تأهيلها حالياً.
من جانبه أنس بجعة رئيس لجنة أسواق جادة الخندق وباب النصر وعبد المنعم رياض أوضح أن الأسواق الثلاثة كانت تضم قبل الأحداث نحو 1300 محل تجاري تعرض معظمها لأضرار وتهدم قسم منها ، ولكن منذ اللحظة الأولى لتحرير مدينة حلب نهاية عام 2016 أصر أصحاب تلك المحال على إعادة إعمار ما تضرر ، بالتنسيق مع غرفة تجارة حلب والمحافظة ومجلس المدينة والمؤسسات الخدمية التي قامت بدورها في تأهيل البنى التحتية وتأمين الخدمات ، ونتيجة تلك الجهود مجتمعة وصل عدد المحال العاملة حالياً إلى نحو 870 محلاً تقوم بنشاطها التجاري الذي امتازت به المنطقة.
وهكذا تبقى حلب تنبض بالحياة بالرغم مما أصابها من دمار في البنى التحتية والمنشآت سواء العامة منها أو الخاصة ، لتؤكد للعالم أن إرادة الحياة هي الأقوى.
فؤاد العجيلي
التاريخ: الجمعة 14-12-2018
الرقم: 16860