في رحلة البحث عن أوهامه العثمانية التوسعية، عمل رئيس النظام التركي رجب أردوغان على تفعيل الوضع الارهابي بمختلف تسمياته «داعش – النصرة»
لخدمة أجنداته في سورية وتطبيقها على أرض الواقع انطلاقاً من مفهوم الاعتماد على تأزيم الأوضاع والدفع بها الى الفوضى للحصول على مكاسب.
أردوغان عمد في صلب تلك الأوهام إلى احتلال مدن في الشمال السوري كعفرين ومنبج وغيرها من المناطق بواسطة إرهابييه، وأفرد مساحات واسعة ضمن أحلامه نحو مناطق أخرى هنا أو هناك تثبت له عثمانيته الجديدة التي بدأ يفقدها في خضم تبدلات الحدث، فكان من ضمنها سعيه الحثيث لتنفيذ عدوان جديد على شرقي الفرات خلال أيام وفق ما نطقت به أوهامه تلك.
تلك الخطوات عادت بالذاكرة ايضاً الى ما قامت به استخباراته من لقاءات مع ارهابيي جبهة النصرة «هيئة تحرير الشام» المتكررة والتي كانت السباقة لما سيؤول إليه أي اجتماع تكون بلاده طرفاً فيها.. لذلك ما كان يفضي عنها من نتائج لم تفد في شيء سوى بمزيد من المماطلة والتراخي، وهنا على ما يبدو مربط الفرس الذي أوصلنا الى النتيجة الحاصلة.
هي ليست المرة الأولى التي يحاول بها أردوغان إرباك الوضع الميداني للقبض على بعض التفاصيل بهدف تقويض أي حل يمكن أن يتم الوصول اليه، وبالتالي الحصول على تنازلات قد تفيده في تطبيق أجنداته.
و»اتفاق سوتشي» الخاص بإدلب على سبيل المثال لا الحصر قد افاض بالفضائح التي كشفت عورات أردوغان انطلاقاً من تنصله المستمر من تطبيقه عبر مواصلة دعم الارهاب على عكس المتفق عليه ومساندة تنظيماته وصرف النظر عن أفعالهم الارهابية التي كان آخرها قصف حلب بالأسلحة السامة دون تحريك ساكن.
في النهاية سواء أدرك أردوغان أم جهل، فإن سورية وروسيا وإن أفردتا بعض المرونة في التعاطي الاخلاقي لحقن المزيد من الدماء واستوقفتهما الحالات الانسانية عند حدود البحث عن مخارج حلول سلمية سواء في آستنة أم جنيف أو سوتشي، فهذا لا يعني أنهم سيرخون الحبل لأوهامه وأطماعه التوسعية.
أدمون الشدايدة
التاريخ: الجمعة 14-12-2018
الرقم: 16860