يغفو المشهد على أحضان التصعيد الأميركي ومعه التركي، فيما كوابيس الاحباط والهزيمة من جهة وطموحات وأوهام الاحتلال والغرور لا تزال تسيطر على سلوك وسياسات تلك الدول والانظمة الداعمة والراعية للإرهاب التي تصرّ حتى اللحظة على احتضان التنظيمات الارهابية والرهان عليها لقلب المعادلات والموازيين والاستثمار في مساحات وهوامش الفراغات المتشكلة نتيجة انتصار دمشق وحلفائها وهزيمة الاطراف المقابلة على الارض.
الولايات المتحدة الاميركية ومعها تركيا أردوغان تبدوان الاقرب الى تجسيد سياسات التصعيد والتفجير بهدف نسف الواقع المرتسم بحوامله وعناوينه أو على الاقل الابقاء على الوضع القائم كما هو عليه لجهة جعل الارهاب جزءا لا يتجزأ من المشهد السوري، لكن المستغرب أن كلا الطرفين وكونهما من الاطراف الاساسية الداعمة للإرهاب بشتى مسمياته وألوانه وراياته باتا يدركان جيداً أن مواصلة هذا السلوك الكارثي على الارض لن يغير في عناوين وقواعد الواقع شيئاً، بقدر ما سوف يدفعان بالامور نحو حافة الهاوية، لأن تلك القواعد والمعادلات والعناوين التي صاغت الواقع وشكلته باتت ثابتة ومترسخة عميقاً في عمق المشهد الى درجة يستحيل معها تغييرها أو حتى العبث فيها، وإن أي محاولة جديدة لذلك سوف تزيد من مساحات الاشتعال ليس في جغرافيا المنطقة فحسب، بل في جغرافيا العالم أيضاَ، خصوصاُ وأن أغلب الدول الاوروبية التي شاركت في دعم واحتضان الارهاب وتصديره الى سورية والمنطقة ها هي اليوم تتجرع مجدداً سم سياساتها الكارثية والدموية على شعوب المنطقة والعالم.
مساحات الاشتعال اليوم باتت واسعة جداً ولا تحتاج سوى عود ثقاب واحد لإشعالها، شرط أن يكون هذا العود بيد مجنون أو متهور أومغرور أو أحمق.. وما أكثر اولئك بدءاً من ترامب وليس انتهاء بأردوغان.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 18-12-2018
الرقم: 16863