تُشرِّعُ دمشق أبوابها العالية هذه الأيام لاستقبال زوارها على وقع انتصارها وزهو إرادتها التي فازت على جميع من راهنوا على ازاحتها من ساحة التأثير والفعل في تشكيل الواقع الجديد في منطقتنا، فزيارة الرئيس السوداني حسن البشير قبل يومين لن تكون الأخيرة، وأبواب السفارات الموصدة في دمشق هي على موعد قريب لمعاودة نشاطها كما كانت قبل 2011.
كثرٌ هم المسؤولون الذين انزاحوا وما زاحت دمشق، ومن بقي منهم يعيد الحسابات ويقرأ المشهد وفق مقاربات الواقع الجديد الذي فرضه الجيش العربي السوري، فصمت بعض العواصم العربية التي انخرطت في حرب تدميرية ضدّ سورية إزاء الزيارة يعكس اقرارها بالهزيمة، لكنها تنتظر لحظة الاستدارة التي فضحتها زلة لسان وزير خارجية النظام التركي في الدوحة.
المقاربات الجديدة فرضتها إرادة سورية وشعبها وقيادتها وبطولات جيشها الذي سطّر الانتصارات في ميادين القتال ضدّ الجماعات الإرهابية ورعاتها، ومما لا شكّ فيه أن الزيارة بشّرت بخطواتٍ جديدة لكسر الحصار الذي فرضه بعض العرب على دمشق وعلى أنفسهم بمقاطعتهم لها وامتناعهم عنها، وإنهاء القطيعة التي شاركوا فيها خضوعاً لسياسات الولايات المتحدة، ولا سيما أنها تأتي بعد دعوات متكررة من مسؤولين وهيئات عربية للعودة إلى دمشق.
سورية المؤمنة بالعروبة روحاً لدمشق، لا تزال متمسكة بهذه الروح، متغاضيةً عن ارتكابات وحماقات عربية ضدّ الشعب السوري. ولا شكّ أن دعوة العرب سورية للعودة إلى الجامعة العربية تمثّل اعتذاراً وإقراراً بالخطأ الذي ارتكبته تلك الدول وغيرها بحقها، وهذا يتطلّب التراجع عن جميع الخطوات التي اتخذتها تلك الدول ضدّ دمشق.
الذين تآمروا على سورية وانخرطوا في دعم الإرهاب ضدّها ينكسرون ويتراجعون أمام صلابة وقوة شعبها، وأبواب دمشق العالية ستبقى مشرّعة للشمس، مفتوحة للمعتذرين المتراجعين عن أخطائهم وقلبها العابق بياسمينها، يسامح لكن لا ينسى.
عبد الرحيم أحمد
التاريخ: الأربعاء 19-12-2018
رقم العدد : 16864