رغم أن التحالف الدولي غير الشرعي الذي أسسته وتقوده واشنطن مستمر بارتكاب أبشع المجازر بحق المدنيين السوريين تحت ذريعة قصف تنظيم داعش المتطرف في المنطقة الشرقية من سورية، إلا أن اللافت في الأمر الصمت الدولي المريب في مجلس الأمن والأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان.
فهذه المؤسسات الدولية التي تقيم الدنيا ولا تقعدها عندما يتعلق الأمر بدول أخرى لا تدين جرائم أميركا ولا تفضح سلوكها المشين واستخفافها بالشرعية الدولية وأحكام القانون الدولي، بل تدير ظهرها لما يجري وكأن الأمر ليس من اختصاصها.
ولا يقتصر أمر هذه المؤسسات وصمتها على تلك الجرائم فحسب، بل تجاهلها لقضية الاحتلال الأميركي لبعض المناطق السورية، فرغم أن وجود الجنود والمستشارين العسكريين الأميركيين والقواعد العسكرية هو وجود غير شرعي ولم يأت بموافقة الحكومة السورية أو بطلب منها، ورغم أنه ينتهك مبادئ وميثاق الأمم المتحدة، فإنها لا تحرك ساكناً تجاهها.
إن هذه المجازر المروعة التي يذهب ضحيتها مئات السوريين في العديد من المناطق ولاسيما في محافظات دير الزور والرقة، وهذا الوجود غير الشرعي للقوات الأجنبية ومنها الأميركية يستدعي من مجلس الأمن التحرك فوراً لإخراجها ووضع حد لجرائمها.
والمفارقة الصارخة في هذا الإطار أن هذا التحالف العدواني طالما أقر باستخدامه قنابل الفوسفور الأبيض المحرم دولياً ومع ذلك صمتت المنظمات السياسية والحقوقية الدولية التي تزعم أنها تلاحق مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية، في حين تستنفر ليل نهار ضد سورية حين تتسرب معلومات كاذبة عن استخدام مزعوم لمثلها، فأي نفاق وازدواجية بعد كل هذا.
أحمد حمادة
التاريخ: الأربعاء 19-12-2018
رقم العدد : 16864
السابق
التالي