قرار انسحاب القوات الأمريكية من سورية دون تحديد أجندة زمنية لم يكن مفاجئاً لمن يطلع على مسارات السياسة الأمريكية تجاه سورية، الانسحاب يبقى واقعاً مشكوكاً فيه ولكن دون أجوبة عن مدى اتساع التفاصيل التي أجبرت إدارة واشنطن على الانسحاب بعد الفشل.
بعد فشل مشاريع شرق الفرات وغربه والتي لم تحصد إلا الهزيمة الحتمية فها هي قوات ما يسمى (قسد) المراهنة على أن شرق الفرات يمكن أن يؤدي إلى تغيرات جوهرية وتبدل هيكلية القوى المسيطرة، أو إلى رسم خارطة جديدة مع تصاعد الوعيد التركي بتكرار سيناريو عفرين، لم يكن رهانها أكثر من قفزة متهورة دون نتيجة عملية ولتتكامل مع الحماقة والخداع التركي المتمثل في عدم تنفيذ اتفاق سوتشي، وبالتالي لن تجني إلا المزيد من الخسائر.
يبقى الأهم أن (قسد) المراهنة على الأمريكي والاستجداء الخارجي القابل للزوال والحاضر للمتاجرة ماذا ستفعل بعد أن فشلت أحلامهم ومشاريعهم الانفصالية الخائبة، وبالتالي لم يتبق للانفصاليين إلا العودة إلى الدولة السورية التي خاطبتهم مراراً بالعودة إلى وطنيتهم السورية بعد أن تخلى الأمريكي وتركهم لقمة سائغة لأردوغان وزمرته.
لهذا لم يتمكن الأمريكي من الاستثمار في أدوات الفوضى التي هُزمت ولم يكن من صالحه الخروج بهزيمة مدوية وسط نعوش قواته أمام تصاعد ضربات محور المقاومة وإلحاق الخسائر بقواته المحتلة، ولهذا ما عليه إلاّ الخروج بخفي حُنين بعد أن أصبح وجوده عبئاً على نفسه وعلى الآخرين.
عائدة عم علي
التاريخ: الأحد 23-12-2018
الرقم: 16867