ما زالت قيد حلم يمكث في دهاليز معتمة ، هي امنيات صغيرة تدور حائرة من ورقة إلى ورقة، ثم تتهاوى خائبة من روزنامة اعمارنا الهاربة من يوميات ربيع قحط قرر الرحيل اخيرا من مساحاتنا الحالمة ، و مع انحسار الأيام الأخيرة من كل عام تعصف بأرواحنا رياح احباط مؤقت ، أسفا على بقاء مشاريعنا الصغيرة قيد أحلام لم تكتب لها الحياة ، لتسير أمام أعيننا فلا نخشى عليها تعثرا أو سقوطا .
مع نهاية كل عام نجري جردة حساب قاسية، لنصنف أنفسنا بين المتقاعسين أو الناجحين في ترجمة الأحلام إلى حقيقة ملموسة ، تدفع بنا قدما نحو التقدم و تغيير واقعنا للأفضل على الصعد كافة ، ثم إما أن نكافئ أنفسنا و نكرر وسائل و سبل النجاح و نطورها ، أو نعاقبها عقابا عسيرا و نبحث عن مكامن الفشل و العقبات لتلافيها مستقبلا .
خطط كثيرة و مشاريع متنوعة و ربما أحلام وردية ما زالت تدور رغما عنا من عام إلى آخر لتسكن قائمة الانتظار إلى حين ولادة قريبة ، و قد آن الأوان بعد أن لملمت الحرب أمتعتها و أعلنت الرحيل ، لنحث الخطى و نشحذ العزائم و نبث الأمل في تفاصيل أمنيات كانت تعيش في سبات ربيعي .
صفحة بيضاء جديدة سنفتحها مع اشراقة صباح اليوم الأول من العام الجديد ، لنبدأ بتسطير أمنياتنا بقلم من أمل ، مداده من عزيمة و إصرار على تحقيق أحلامنا و لو بخطوة صغيرة نحوها ، فالوطن أصبح مساحة آمنة بعد تحرير أغلب المناطق من رجس الإرهاب بفضل تضحيات جيشنا العربي السوري ، و البيئة خصبة لترجمة الأمنيات المدورة من أعوام ماضية إلى واقع ملموس يجبر خواطرنا المكسورة و يرضي طموحاتنا المتواضعة ، فلنبدأ بتدوين قصة نجاح جديدة في الصفحات الأولى……
منال السماك
التاريخ: الأحد 30-12-2018
رقم العدد : 16873

التالي