من تحت ركام الوجع كانت المرأة السورية ولاتزال تجترح المعجزات وتقارع المستحيل لتجعل من تلك الركامات، ركامات الوجع والألم، ركامات للأمل والفرح وركامات من الإرادة نحو مواصلة الصعود الى القمة برغم كل انهيارات النفس والروح والوجدان والجسد.
هذا ما تفعله المرأة السورية منذ الأزل وهذا ما أثبتته سنوات الحرب الماضية، حيث خاضت المرأة أعتى حروب الصبر وكانت دائماً جبارة وشامخة تربح جولاتها مع الوجع لتولد بعد كل منازلة مع الأيام التي اعتادت رميها بسهامها السامة أقوى وأقوى.
في كل بيت حكاية، وفي كل زاوية من زوايا الذاكرة ترقد اسطورة من أساطير البطولة والإرادة والنصر ليس على أعداء الوطن فحسب، بل النصر على الوجع والحزن.
مها جنود تمثل الوجه المشرق للمرأة السورية بإرادتها وتحديها للمسؤولية حيث تسلمت مؤخرا مهمة تدريب احد نوادي العاصمة دمشق للرجال لكرة القدم بعد ان كانت هذه المسؤولية حكرا على الرجل فحسب، وهي تكون بذلك اول امرأة في العالم تتولى مثل هذه المهام لجهة تدريبها منتخبا رياضيا للرجال حاز على بطولات كبيرة.
الامر بالنسبة لنا ليس مستغربا بل طبيعي جدا على نساء سورية البطلات والشامخات شموخ هذا الوطن والذين تحدوا الصعب ووقفوا جنباً الى جنب مع كل أبناء الشعب السوري في تحدي المجموعات الإرهابية خلال سنوات الحرب الماضية وتركوا بصمات مميزة واستثنائية في التاريخ تدل على براعتهم وتميزهم وكفاءتهم.
نحن بدورنا كإعلام نشجع مثل هذه الخطوات التي تساهم في اعلاء شأن المرأة السورية ليس في سورية فحسب بل في كل دول العالم وفي كل الميادين والمنابر الدولية.
فردوس دياب
التاريخ: الأحد 30-12-2018
رقم العدد : 16873

السابق