حكومة ماكرون تتوجس من الغضب الشعبي في أعياد الميلاد…«السترات الصفراء» تدعو للتعبئة .. والشرطة تتأهب للمواجهة
حالة من القلق والترقب تسود العاصمة الفرنسية باريس وباقي المدن, غداة إعلان حركة «السترات الصفراء»عزمها مواصلة التظاهرات عبر دعوتها للتعبئة والخروج إلى الشوارع للأسبوع السابع على التوالي,
احتجاجاً على الأوضاع المعيشية المتردية نتيجة السياسات الاقتصادية والاجتماعية الفاشلة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحكومته, في وقت عززت الشرطة الفرنسية إجراءاتها الأمنية بشكل كبير في عدد من المناطق في محاولة لاحتواء الاحتجاجات التي تتزامن هذه المرة مع الاحتفالات برأس السنة الميلادية.
حيث أكدت الحركة التي أصبح اسمها علامة فارقة لحركات الاحتجاج الأوروبية بحسب وسائل إعلام, على مواصلة التظاهرات وتنظيم تجمعات متفرقة في باريس وليون ومرسيليا ومدن أخرى.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإن المتظاهرين تداعوا أمس إلى التجمع في ساحات باريس عبر صفحات الفيسبوك مع «السترات الصفراء» دون ارتدائها وهو ما دفع قوات الأمن إلى التجمع بأعداد كبيرة في ساحة الشانزليزيه وغيرها من الأماكن.
وشهدت مدينة مرسيليا جنوب فرنسا تجمع مئات المحتجين وهم يحملون بالونات صفراء.
وقالت بريسيلا لودوسكي التي كانت من أوائل الذين أطلقوا العريضة ضد رفع أسعار الوقود: نريد استعادة قدرتنا الشرائية وأن تكون لنا كلمة في صناعة القرار، مشددة على أن الحركة الاحتجاجية ستتواصل وتتوسع خلال العام المقبل وأن من أهم مطالبها إخضاع قرارات حكومة ماكرون لاستفتاء شعبي.
وجرت تجمعات احتجاجية في بوردو التي شهدت مواجهات في الأسابيع الماضية وكذلك في تولوز وليون فيما لم يعلن ناشطو «السترات الصفراء» عن تحركاتهم المقبلة في المدن الفرنسية الأخرى من أجل مفاجأة قوات الأمن.
وأشار العديد من المحتجين إلى أن الحراك لن يتوقف مستنكرين السياسات الاقتصادية لحكومة ماكرون وخصوصا «التوزيع غير العادل للثروات في فرنسا».
وكان متظاهرو السترات الصفراء جددوا التأكيد وفق ما جاء على صفحتهم على موقع فيسبوك أول أمس عزمهم القيام بتحرك كبير بمناسبة رأس السنة معتبرين أن العام 2019 سيكون غنياً بالتغيرات والانتصارات, حيث أكد نحو 58 ألف شخص لغاية الآن اهتمامهم بهذا التحرك. هذا التحرك قابله إعلان الشرطة الفرنسية تعزيز إجراءاتها الأمنية بشكل كبير في عدد من المناطق, في محاولة لاحتواء الاحتجاجات.
واستباقاً للمظاهرات التي اعتادت الحركة تنظيمها كل يوم سبت, اعتقلت السلطات الفرنسية أول أمس ثلاثة أشخاص من مؤيدي «السترات الصفراء» في مدينة أنغوليم غربي البلاد لقيامهم «بمحاكمة وإعدام» دمية تمثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وأفاد موقع «سود كويست» الإعلامي المحلي بأن الشرطة اعتقلت 3 من منظمي التمثيلية التي جرت الأسبوع الماضي بينهم امرأة, وتم التحقيق معهم بتهمة التحريض على جريمة وأعمال شغب.
وخلال هذه التمثيلية قام عدد من النشطاء بـ «محاكمة» الرئيس ماكرون, ثم تم قطع رأس الدمية وإحراقها.
ودافع محامي النشطاء الموقوفين عنهم بالقول: إنه لم تكن هناك أي دعاية لهذه الفعالية، ولم تطلق أي دعوات للتظاهر، وهي لم تؤد إلى أي اضطرابات.
و حاول متظاهرو «السترات الصفراء» أول أمس الوصول إلى المقر الصيفي للرئيس الفرنسي في قلعة بريغانسون على ساحل منتجع الكوت دازور تنديداً بسياسات ماكرون, حيث تدخل الدرك لوقف تقدم أربعين متظاهراً كانوا يتجهون إلى القلعة. وبحسب السلطات الفرنسية فإن الاحتجاجات بدأت تتراجع من خلال تقلص أعداد المشاركين فيها، حيث بلغ عدد المتظاهرين في أول أسبوع حوالي 300 ألف، فيما بلغ عدد المتظاهرين في الأسابيع الأخيرة أقل 40 ألفاً.
من جهته رئيس الوزراء إدوار فيليب كان قد تعهد باستعادة النظام بالبلاد وإنهاء أزمة الاحتجاجات.
ومنذ 17 تشرين الثاني الماضي، تستمر في فرنسا احتجاجات تنديدا بارتفاع تكاليف المعيشة واعتراضا على الضريبة التي فرضتها السلطات الفرنسية على الوقود, لكنها تطورت لتعكس غضباً واسع النطاق على سياسات ماكرون وصلت الى المطالبة برحيله بسبب غلاء المعيشة والضرائب الباهظة, وبخروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي.
وكالات الثورة
التاريخ: الأحد 30-12-2018
رقم العدد : 16873