أوضاع المراكز الصحية تتباين من منطقة لأخرى، لكن بعضها يرفض استقبال المراجعين بعد الساعة الثانية عشرة ظهراً، وهذا توقيت اعتادت عليه منذ سنوات، وكأن المراجعين يجب ألا يمرضوا بعد هذا الوقت، كما تبرز حالة الإهمال عبر تقديم بعض المصالح على الواجب الإنساني والأخلاقي للمهنة، ناهيك عن وجود طبيب واحد لفحص جميع حالات المرضى على اختلافها، والأخطر ندرة المختصّين منهم،
وعدم وجودهم إلا يوماً أو يومين في الأسبوع، بحيث يحلّ مكانهم من ليس من أهل الاختصاص وهم مَن يُعطي الأدوية والوصفات للمرضى.
الوضع الحالي لعدد من المراكز الصحية، لا يصل إلى الحد الأدنى من تلبية حاجات المدنيين، حيث تقتصر خدماتها على تقديم اللقاحات والمعاينات دون غيرها، وكأنها باتت تأتي في آخر سلم الأولويات، بعد أن قطعت الجهات المعنية وعوداً بتجهيزها وتفعيلها، إلا أنها لم تلتزم، حتى بات الأهالي لا يعوّلون نهائياً عليها، على الرغم من سوء حالتهم المادية، وكأن بعض المؤسسات المعنية تصرُّ على العمل في المدن بالرغم من وجود خدمات طبية فيها، وتتجاهل الأرياف التي تحتاج للدعم كبير.
هذه الممارسات السائدة في معظم المراكز، جردتها من دورها الأساس الذي أحدثت من أجله، والمتمثل بتخفيف الضغط عن المشافي، عبر استقبال الحالات المرضية البسيطة، وتقديم العلاج والدواء المجاني للمراجعين، الأمر الذي يشكّل ضغطاً وعبئاً على المشافي العامة، في ظل عدم ممارسة تلك المراكز لدورها المنوط بها، وتنصلها من مسؤولياتها.
حديث الناس
لينا شلهوب
التاريخ: الخميس 3-1-2019
الرقم: 16875