رغم مواصلة البنتاغون تطوير منظومات الدفاع الصاروخية والجوية لحماية قواته في الحروب التي يزج قواته فيها، إلا أن هناك صواريخ أكثر تطوراً قد تشكل خطراً على تلك القوات، وهو ما حذرت منه صحيفة وول ستريت جورنال، مؤكدة أن نوعاً مطوراً من الأسلحة بالغة القوة تغرق ميادين الحرب بالشرق الأوسط، ما يشكل خطراً على أحدث دبابات الجيش الأميركي ويفتح ثغرة في استعداده القتالي، ولاسيما بعد تسليح أميركا للإرهابيين في سورية.
الصحيفة أوضحت في تقرير نشرته أن منظومات الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات التي رأت النور قبل عقود شهدت خلال السنوات القليلة الماضية إنجازات ملموسة، وذلك ما زاد من القدرات القتالية لهذه المنظومات وسهولة استخدامها على الأرض، مشيرة إلى أن هذه الإنجازات جعلت من تلك الصواريخ تهديداً مخيفاً وغير معروف غالباً بالنسبة للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، ومضيفة أن المسؤولية عن هذا الخطر تقع بالدرجة الأولى على الولايات المتحدة نفسها.
الصحيفة ذكّرت ببرنامج تسليح الإرهابيين في سورية الذي أطلقته واشنطن منتصف عام 2013 وأوقفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد توليه مقاليد الحكم، وقد شمل على وجه الخصوص المنظومات الصاروخية المضادة للدبابات.
وأكد كبار المحللين العسكريين في شركة Stratfor الأميركية المختصة بالدراسات الدفاعية والاستخباراتية، للصحيفة وجود صواريخ أميركية في أيدي إرهابيي تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، مشيرا إلى أن ثمة احتمالية عالية للغاية أن تواجه الولايات المتحدة الصواريخ نفسها التي سلمتها سابقا إلى أولئك في الشرق الأوسط، بينما أكد مراقبون متابعون لانتشار الأسلحة، أن التنظيمين الإرهابيين المذكورين وغيرهما من الفصائل المتطرفة يمتلكون صواريخ موجهة مضادة للدبابات يعتمد بعضها على نماذج أميركية.
وأوضح المحللون في مؤسسة راند الأميركية غير الحكومية والتي تجري دراسات بطلب من البنتاغون، أن الصاروخ المعاصر الموجه المضاد للدبابات يستطيع خرق درع من الحديد الصلب المبرد يبلغ سمكها مترا واحدا، مضيفا أنه ليس هناك أي آليات عسكرية مأمونة في ميادين القتال بوجه هذه الأسلحة.
وأشارت الصحيفة إلى أن العسكريين في الولايات المتحدة والدول الأخرى يحاولون تطوير حماية دباباتهم، لكنهم عاجزون غالبا عن التعامل مع خطر هذه الصواريخ، لافتة إلى أن هذه الأسلحة لا تهدد الدبابات وحدها، بل وسُجّلت حالات استخدامها ضد أهداف عسكرية أخرى.
وذكرت الصحيفة أن برنامج أنظمة الاشتباك المستقبلية الذي أطلقه البنتاغون سرعان ما وصل الى طريق مسدود، على الرغم من صرف مليارات الدولارات عليه، وأضافت أنه في محاولة للخروج من المأزق في هذا المجال، دشن البنتاغون في عام 2014 برنامجا خاصا بالتطوير السريع للأنظمة الدفاعية للآليات المختلفة.
وكالات – الثورة
التاريخ: الخميس 3-1-2019
الرقم: 16875