الخلاف على المسروقات ومناطق النفوذ يؤجج الصراع بينهم.. عشرات القتلى والجرحى باقتتال الإرهابيين بريف حلب
على وقع الخلافات المستمرة حول مناطق النفوذ والسيطرة والمسروقات، يعود اقتتال الإرهابيين في ريف حلب الغربي إلى الواجهة مجددا، وحالة الاقتتال هذه هي بين تنظيمات إرهابية تختلف في ولاءاتها ومرجعياتها التمويلية، ويسود الشقاق فيما بينها في الكثير من الأحيان لأسباب تتعلق بالأتاوات والضرائب التي يتم فرضها على السكان المدنيين ضمن المناطق التي تسيطر عليها هذه التنظيمات.
إرهابيو «هيئة تحرير الشام» الذي يضم عدداً من المرتزقة المنتمين في معظمهم إلى تنظيم جبهة النصرة التكفيري اقتحموا مدينة دارة عزة غرب حلب بعد سيطرتهم على جبل بركات الاستراتيجي وقرى عاجل وبسرطون وتقاد والسعدية وطريق قلعة سمعان وحاجزي الهباطة وزعتر، إثرمعارك ضارية مع حركة نور الدين الزنكي الإرهابية، بعد فشل تنفيذ الاتفاق بينهما على خلفية مقتل 5 من إرهابيي الهيئة في تلعادة الخاضعة لسيطرة إرهابيي الزنكي.
مصادر إعلامية ذكرت أن مجموعة من إرهابيي الهيئة تمكنوا باستخدام الدبابات من اقتحام مدينة دارة عزة التي شهدت داخلها معارك عنيفة سقط خلالها عددا من القتلى من الطرفين.
وأشارت المصادر إلى أن ألوية صقور الشام الإرهابية التي يقودها الإرهابي أبو عيسى الشيخ دفعت بتعزيزات هي الأخرى لمساندة حركة نور الدين الزنكي الإرهابية، وشاركت في معارك جبل بركات لاستعادة النقاط التي سيطرت عليها الهيئة الإرهابية إلا أنها انسحبت نتيجة كثافة القصف واستخدام الهيئة لمجموعة انغماسيين في اختراق تحصينات إرهابيي الزنكي.
ونفذت هيئة تحرير الشام الإرهابية حملة اعتقالات داخل المناطق التي اقتحمتها في مدينة دارة عزة، وقامت بتصفية عدد من المطلوبين لها بالإضافة إلى قتلها عدد من المدنيين لممانعتهم تفتيش المنازل خلال بحثها عن إرهابيي الزنكي، حيث نشرت مواقع التواصل الاجتماعي أسماء عدد من الضحايا قالوا إنهم سقطوا في قصف واستهداف مباشر بالرصاص لإرهابيي الهيئة خلال اقتحامهم قرى ريف حلب الغربي من بينهم طفلين وممرض.
ووفق ما ذكرته قناة الميادين فإن ما يسمى مسؤول المكتب الدعوي في أنصار الدين وهو الطرف الثالث الضامن للاتفاق بين إرهابيي هيئة تحرير الشام وحركة نورالدين الزنكي الإرهابية قال: إن تنظيم الزنكي الإرهابي فوجئ صباح أمس بالأحداث الدامية بين الطرفين التي راح فيها قتلى وجرحى، مشيراً إلى أن تنظيم الزنكي قام بتسليم 4 مطلوبين من أصل 7 في قضية القتلى الخمسة للهيئة في تلعادة شمال إدلب.
وأضاف المسؤول في التنظيم الإرهابي الموالي للقاعدة أن حركة نور الدين الزنكي تعهدت بإحضار الثلاثة المدنيين حال القبض عليهم إذا كانوا بمناطقه، إلا أنه فوجئنا صباحاً بهذا الهجوم.
وكشف متزعم إرهابي سابق منشق عن جبهة النصرة الإرهابية أن عدد قتلى هيئة تحرير الشام الإرهابية الذي تم تأكيده حتى الآن هو 17 قتيلاً على محور دارة عزة و9 على محور خان العسل وعشرات الجرحى وصلوا إلى المشفى الميداني في باب الهوى، في حين تشير المعلومات إلى أن الاشتباكات أسفرت وفق معلومات أولية عن سقوط أكثر من 40 قتيلاً من الطرفين وعشرات الجرحى، إلى جانب سقوط مجموعة مؤلفة من 13 إرهابيا للهيئة في كمين خلال دخولهم القسم الغربي لمدينة دارة عزة.
هذا وكانت مصادر محلية قد أشارت في وقتسابق أول أمس إلى أن عملية الاقتتال الدامي بين التنظيمات الإرهابية تسببت بحالة من الاستياء الشعبي ضمن المناطق التي تسيطر عليها حيث خرج أهالي قرية تقاد بريف حلب الغربي بمظاهرة قطعت الطريق الواصل بين القرية وقرية ارحاب بالريف الغربي لحلب تنديداً بخرق التنظيمات الإرهابية لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح كما خرجت مظاهرة مماثلة في قريتي قبتان الجبل وعينجارة في ريف حلب الغربي ضد تنظيم «هيئة تحرير الشام» الإرهابي الذي يسيطر على هذه القرى».
وغالباً ما يقع السكان المدنيون ضحية هذا الاقتتال المستعر بين التنظيمات الإرهابية ضمن المناطق المنتشرة فيها حيث حاصرت «حركة نور الدين الزنكي» الإرهابية مشفى الفردوس في مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي بعد سيطرة إرهابيي الهيئة عليه وسط مناشدات للمرضى داخل المشفى بإخلائهم فوراً كما استشهد شخص مدني جراء استهداف إرهابيي «هيئة تحرير الشام» بالقذائف بلدة خان العسل في الريف الغربي لحلب أيضاً.
وكالات – الثورة
التاريخ: الخميس 3-1-2019
الرقم: 16875