تقول رنا: إنه اليوم الأول من عام 2019، لن أتحدث عن خيباتي في عام مضى لكن من اليوم سأفتح دفترا أدون فيه ما أرغب بتحقيقه، سأبدأ بالقراءة التي أهملتها، وسأحول أفكاري إلى إنجازات في عملي ونشاطي الاجتماعي.
ويقول محمد كان عام 2018، عام الحلم في السابعة والعشرين أصبحت طالب اعلام في جامعة دمشق، والكتابة التي أحبها ستأخذ منحى آخر، هو منحى التغيير في حياتي.
ربما يبدأ الكثير من الناس عامهم الجديد بمراجعة عامهم السابق، وطرح الأفكار الجديدة أو إحياء القديمة التي يعتقدون أنها ستحدث التغيير نحو الأفضل، في عملهم وحياتهم اليومية. هنا يمكننا السؤال إن أردنا أن نبدأ التغيير في المجتمع بماذا يمكن أن نبدأ؟ هل بالأفكار؟ أم بإتاحة الفرص وتعميم البدائل، فالأفكار تتبع الثقافة والثقافة تتبع التنشئة، فقد تكون رنا ومحمد ومن مثلهما، يملكون عملا وفرصة وتنشئة تسمح بتنفيذ أفكار مثمرة، لكن هل الكل عنده الأفكار الملائمة لتطوير حياته، يمكن أن يكون هذا للجزء أو لفئة ما وفق بيئة متوافقة مع هذه الأفكار، لكن مجتمعنا خليط من الثقافات والأفكار حول قضية واحدة مثلا تعليم الأولاد، أو تركهم لمهنة، تزويج البنات بسن مبكرة، البدء بعمل خاص، أو انتظار الوظيفة الحكومية، وغيرها من الاختلافات.
إنّ الأفكار التي تستحوذ على عقول الناس لها تأثير كبير في تكييف حياتهم واتخاذ القرارات خاصة المصيرية منها، فهي التي تصنع المرء وتحدد اتجاهه الذي يقرر مصير الإنسان وبالتالي فإنّ التنشئة الاجتماعية في البيت والمدرسة والجامعة ووسائل الاعلام هي التي تمكن الفرد من اختيار الأفكار المفيدة، فإذا كان هناك تكامل بين تلك المؤسسات وتؤدي دورها بشكل سليم، يستطيع المجتمع والأفراد اختيار الأفكار الصائبة السديدة، وان استطاعوا أن يوجدوا بين الأفكار السليمة فإن المشكلات سيسهل إيجاد الحلول والبدائل لها.
صحيح انّ الأفكار في رؤوسنا تسيطر على تصرفاتنا العشوائية أو المدروسة، فحياتنا من صنع أفكارنا، فإذا راودتنا أفكار سعيدة وتفاؤلية كنا سعداء متفائلين، وإذا تملكتنا أفكار سلبية أصبحنا سلبيين ونعاني الاكتئاب، لكن لابد من البدائل التي تفتح الطريق، وهذه البدائل ليست من البيت فقط وانما من الحكومة، لذلك كما علينا مواجهة المشكلات وعدم الهروب منها لمجرد القلق والخوف من خطوات حلها وتجاوزها إيجابياً، أيضا على الحكومة أن تؤمن الأدوات والتكاليف والميزانيات.
إن أفكارنا وحدنا لا تكفي، مهما كانت ايجابية لتحقيق التغييرات المنشودة في محيطنا ومجتمعنا مهما كان تأثيرنا ومهما كافحنا من أجل حياة أفضل وغد أجمل ومستقبل واسعة أبوابه، إن السياسات الحكومية في التعليم والصحة وتحسين الدخل، هي التي تجعل حياتنا بين أيدينا وكذلك مجتمعنا.
إن الأفكار الإيجابية وبناء القدرات والكفاءة المهنية والتخرج من الجامعة بأفضل الاختصاصات لن يحقق التغيير ما لم يكن مترافقا ببيئة داعمة وفرص عمل وعدالة وظيفية، وكل عام وأمنياتنا أفكار ايجابية تثمر أو لا تثمر فهذا ليس من شأننا.
لينا ديوب
التاريخ: الجمعة 4-1-2019
الرقم: 16876