ها قد انتهت العطلة الانتصافية أو ما اصطلح على تسميتها بـ(عطلة الربيع) دون أن تحقق أهدافها المرجوة منها، حيث قضاها معظم أطفالنا تحت رحمة المنغصات الحياتية والطبيعية والظروف الصعبة،
حتى أصبحت كلمات (ضايق خلقي ..مالل كتير.. شو بدي اعمل) المعزوفة اليومية التي يرددها أبناؤنا صباح مساء، الى درجة أن الاهل باتوا يتمنون لو تفتح المدرسة أبوابها حتى لايسمعوا تلك المعزوفة الصماء التي تثير الحزن والتوتر.
فمن غياب الكهرباء المتكرر الى حضور المنخفضات الشتوية العابرة.. أمضى أبناؤنا التلاميذ والطلاب أيام عطلتهم التي كان من المفترض أن توفر لهم الراحة النفسية والجسدية بعد نصف عام دراسي كان حافلا بالجد والنشاط والتعب.
وإذا اضفنا الى تلك المنغصات الظروف الصعبة التي يعيشها الوطن برمته والمواطن السوري بشكل عام، فإنه يمكن القول إن العطلة الانتصافية كانت وبالاً على التلاميذ لجهة انها قد رفعت من وتيرة ضغوطاتهم النفسية وألقت على كاهلهم المزيد من القلق والتوتر والإجهاد النفسي والجسدي.
إذاً أمضى أبناؤنا عطلة الربيع بلا أي فائدة تذكر في ظل غياب أساسيات وسائل الترفيه والتسلية والراحة التي تقوم وترتكز بمجملها على حضور الكهرباء ووجود البيئة المناسبة للطفل للخروج والتنزه والتسلية والترفيه عن نفسه.
استياء شديد..
الطفل ايهم محمد عبر عن استيائه الشديد من ظروف العطلة الانتصافية حيث قال إنه طيلة أيام العطلة لم يستطع الخروج من منزله لأنه لا يعرف أين يذهب، فالساحة التي تجاور منزله والتي كان يلعب فيها مع أصدقائه كان تغرق بالطين والوحل جراء الامطار، وكذلك الشارع فقد كان يغرق بالأمطار والوحل والطين.
اما والدة الطفل أيهم فقالت بدورها انها حزينة على انقضاء أيام العطلة دون أن تستطيع اصطحاب أبنائها للتنزه بغية الترفيه عنهم، وهذا بسبب البرد الشديد خوفا عليهم من ان يمرضوا، مضيفة أن انقطاع الكهرباء المتكرر ولساعات طويلة زاد من ملل اطفالها ورفع مستوى عصبيتهم الى حدود غير طبيعية.
تأمين الأجواء المناسبة ..
بدورها قالت السيدة أم فراس وهي ام لثلاثة أطفال إن ظروف العطلة الانتصافية هذا العام كانت سيئة جدا مع انقطاع الكهرباء المستمر والمتكرر، خاصة وأن التلفاز بات المتنفس الوحيد لأبنائنا للترفيه والتسلية والاستمتاع بأوقاتهم.
اما السيدة رزان إسماعيل وهي ام لطفلين فقد قالت بدورها إنه يجب على الجهات الحكومية المعنية ان تأخذ بعين الاعتبار ان ابناءنا يقضون عطلتهم الانتصافية، وبالتالي فإنه يتوجب تأمين كل الظروف المناسبة لنجاح هذه العطلة وتحقيق الأهداف المرجوة منها خصوصا مع أجواء البرد القارس الذي يمنع الكثير من الاسر من الخروج من المنازل.
كابوس مخيف..
من جهته قال السيد فاضل حسين متحدثا عن أبنائه: إن العطلة شكلت بالنسبة له كابوسا مخيفا لأنها جعلت أبناءه في غاية العصبية والتوتر، حيث غالبا ما تجدهم يضربون بعضهم البعض في ظل غياب وسائل التسلية والترفيه والتي تقوم جلها على حضور الكهرباء.
التنسيق بين الوزارات المعنية ..
نختم بالقول ان غياب ظروف الطمأنينة والراحة النفسية والجسدية للتلميذ والطالب من شأنها ان تنعكس سلباً على سلوكه وأدائه الدراسي والاجتماعي، سواء في المنزل ام في المدرسة مع زملائه، وهذا ما يوجب على كل المعنيين الالتفات الى هذا الامر جيدا والتنسيق فيما بينهم لتوفير كل ظروف وأجواء الترفيه والراحة إلى حد ما لأبنائنا في أيام عطلهم وراحتهم.
فردوس دياب
التاريخ: الجمعة 4-1-2019
الرقم: 16876