بعد أن بدأت أوراق الإرهاب بمختلف تسمياتها وألوانها تحترق.. يتصاعد مشهدا الاقتتال بين الجماعات والتنظيمات الإرهابية في ريفي إدلب وحلب بصورة عنيفة، حيث تنشب خلافات جديدة بين المجموعات الإرهابية وتحديداً بين حركة «نور الدين الزنكي» الإرهابية التابعة لتركيا من جهة و»جيهة النصرة» الإرهابية من جهة أخرى، لتمتد تلك المعارك إلى المنطقة التي تم الاتفاق عليها في مدينة سوتشي.
فالتنظيمات الإرهابية التي تسيطر على مناطق مختلفة هناك تختلف في ولاءاتها ومرجعياتها التمويلية حيث تسود فيما بينها حالة من الاقتتال والخلاف على مناطق السيطرة والنفوذ والغنائم والمسروقات وفي كثير من الأحيان يسود الشقاق بين هذه التنظيمات لأسباب تتعلق بالأتاوات والضرائب التي يتم فرضها على السكان المدنيين ضمن المناطق التي تسيطر عليها هذه التنظيمات بينما يكون السكان المدنيون هم ضحية هذا الاقتتال.
رقعتة الاشتباكات بين تنظيم «النصرة» الإرهابي ومسلحي «الجبهة الوطنية للتحرير» توسعت وانتقلت لتشمل أطراف مدينة سراقب الاستراتيجية، وبلدات حيش ومعصران على الطريق الدولية حماة – حلب، إضافة إلى بلدات جبل الزاوية، كما أن المعارك التي كانت محصورة في بادئ الأمر في مناطق الفصائل المدعومة تركياً في محافظة حلب، توسعت إلى محافظتي حماة وإدلب.
وقالت مصادر محلية: إن عشرات القتلى سقطوا من الطرفين خلال الاشتباكات المستمرة منذ فجر الثلاثاء، والتي أسفرت عن سيطرة تنظيم «النصرة» على بلدة دارة عزة وجبل بركات الاستراتيجيين بريف حلب الغربي.
على أثر ذلك أعلن إرهابيو ما تسمى «الجبهة الوطنية للتحرير» المدعومة تركياً، النفير العام لجميع إرهابييها البالغ عددهم نحو 60 ألفاً، لردع تنظيم «جبهة النصرة»، في الاشتباكات المستمرة التي امتدت إلى مناطق جديدة.
ودعت ضمن بيانها الارهابيين الأجانب أو من سمتهم «المهاجرين» إلى مناصرتها أو اعتزال القتال، متعهدة لمن يعتزل منهم عدم المساس به.
وقالت مصادر محلية إن تنظيم «فيلق الشام» الإرهابي دخل المعركة إلى جانب مسلحي «الوطنية للتحرير»، فيما كان تنظيم ما يسمى «الجيش الوطني» المتواجد في ريف حلب الشمالي والمدعوم تركيا أعلن في وقت سابق عن دعمه لإرهابيي»الوطنية للتحرير» وإرساله تعزيزات لمساندتها.
وتجددت الاشتباكات بعد مقتل 5 عناصر لتنظيم النصرة الإرهابي على يد عناصر من الإرهابيين خلال الأيام السابقة في منطقة تلعادة بريف حلب، ما دفع «النصرة» إلى مهاجمة «الوطنية للتحرير» في عدة مناطق أهمها دارة عزة وجبل الشيخ.
بالمقابل وفي خضم هذه المعارك الدموية أرسل الإرهابي الجولاني بطلب تنظيمي التركستان وحراس الدين الإرهابيين للمشاركة معه في السيطرة على مناطق واسعة بريفي ادلب وحلب مقابل حصولهم على دعم مالي ونفوذ في تلك المناطق، إلا أنه لم يلق أي استجابة حتى الآن، في حين اتهم ناشطون موالون للجبهة الوطنية للتحرير حراس الدين بالتصدي لمحاولة أحرار الشام الإرهابية اقتحام مدينة سراقب.
وهذا إن دل على شيء فهو يدل على مساع كافة وجوه الارهاب نحو تحقيق المطامع والمكاسب المادية عبر السطو والسرقة، إضافة لكسب النفوذ في مناطق مختلفة.
الى ذلك يرى بعض المحللين بأن اختلاف اجندات الدول الداعمة للإرهاب يفضى في كل مرة الى مزيد من الاقتتال بين تلك التنظيمات الارهابية الممثلة لجهة او دولة معينة من دول محور العدوان على سورية.
التاريخ: الجمعة 4-1-2019
الرقم: 16876