بعد أن تجرع ترامب كأس الفشل المر .. واشنطن تتخبط بين غطرستها الاستعمارية والإقرار بالهزيمة.. زوبعة الانسحاب الأميركي تعوم قشة حماقة الدور الفرنسي.. وتجرف أردوغان إلى منحدرات خطرة

 مازالت زوبعة التصريحات عن نيات معقودة لدى الولايات المتحدة الامريكية سحب قوات احتلالها من سورية تلقي بظلالها القاتمة على شركاء ارهابها وادواتها في سورية اضافة الى حليفها الصهيوني في الوقت نفسه سارع كل من النظام التركي للترحيب بالقرار الذي لم يزل فقاعات اعلامية ولتركب فرنسا ايضا موجته لملء فراغ عسكري محتمل لتحقيق مكتسبات واطماع تدل على جهل كبير لديها بواقع الحال السوري الذي ارتسمت انجازات نصره بدحر الارهاب وسحق مرتزقة وادوات اميركا على القسم الاكبر من التراب السوري الذي تم احتلاله، الا ان الرئيس الاميركي المعهود به الطيش والتهور والحماقة الموصوفة في التصريحات والافعال مازال يتخبط بين سحب قوات احتلاله من عدمه فتارة يؤكد العزم الأكيد بالانسحاب بعد اسقاط مشاريعه الاستعمارية في سورية وخشية على حياة جنود احتلاله وتارة يتراجع بالقول لم احدد جدولا زمنيا للانسحاب، وهو في تخبطه هذا يدخل شركاء ارهابه في دوامة التنفيذ الفعلي والرهان على مقامرات عبثية ، فبعد أن تبين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مدى اختلاط حساباته التجارية مع الاستراتيجية والسياسية توجه إلى ترقيع ثقوب قراره بسحب قواته المحتلة الذي لاقى استياء من داعمي ومشجعي الحرب على سورية وفي مقدمتهم اسرائيل التي تلقت خبر الانسحاب كالصاعقة فبدأ بالتراجع مؤكداً أن توقيت السحب قد فهم بشكل خاطئ فهو لم يحدده، خاصة أنه صرح مؤخراً بمدى الخسارة التي مني بها في سورية.
تركيا التي اطلق لها ترامب يد عدوانها بقرار الانسحاب وترك ميليشيات الانفصال في مهب عدوانها في صفقة سرية تخطط لعملية عسكرية ضدهم ، فلم يعد امام هذه الميليشيات إلا طرق ابواب الاستغاثة بعد ان وجدوا أنفسهم امام عدوان محتوم وخسارة مؤكدة بعد ان تخلى عنهم الامريكي الذي كانوا ينفذون اجنداته الاستعمارية ،هذا من جهة، ومن جهة اخرى وجدوا أنفسهم قاب قوسين أو أدنى من مواجهة شرسة مع تركيا قد تجعلهم يخسرون كل شيء حتى وجودهم في المنطقة. فلم يجدوا سبيلا الا العودة لطرق باب الدولة السورية طالبين الصفح متعهدين بالتوبة عن آثام التبعية والارتهان لأعداء سورية.
في التفاصيل تستمر تبعات القرار الأمريكي بسحب قوات الاحتلال الاميركي بنفس الازدواجية التي تميزت بها السياسية الأمريكية، حيث رفض ترامب، تحديد جدول زمني لسحب القوات وإعادتها بعد أن كان قد جزم بسحبها، وقال»لم أقل أبدا سريعا أو بطيئا قال أحدهم لأربعة أشهر، لكنني لم أقل ذلك أيضا»، فيما أكد أن هذا القرار لا يعني أنه يريد البقاء في سورية للأبد فهو خسر فيها قبل سنوات والخسارة القادمة ستكون اكثر ايلاما لجهة الخطر على ارواح جنوده، ورغم التخلي الأمريكي المعلن عن الأكراد الذين ساروا في ركب التبعية الاميركية بعد الصفقة التي ابرمها مع النظام التركي عاد ليعزف على اوتار اكاذيبه متعهدا بمواصلة حمايتهم.
في الطرف التركي لم تهدأ تداعيات تحرير منبج حتى بدأت بعض التنظيمات الإرهابية التي تدعمها تركيا والتي انتشرت مؤخرا في محيط منطقة منبج بالانسحاب حيث ذكرت بعض المصادر أن عملية سحب «المؤازرات» التي جاءت مؤخرا إلى محيط منطقة منبج، تمت عبر نقل جنود النظام التركي إلى ثكنات بمحيط ريف منبج، في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب، وجرى تأمينهم في ثكنات هي عبارة عن مدارس تم تحويلها لمقرات عسكرية تابعة لما يسمى بـ»الجيش الوطني» الارهابي الموالي لتركيا والمدعوم منها، من جهة ثانية قام ما يسمى «الجيش الوطني» في ريف حلب الشمالي بإرسال تعزيزات ارهابية لصد هجوم «هيئة تحرير الشام» في ريف حلب الغربي.
وعلى اعتبار ان مفاصل الادارة الفرنسية تطمح لملء فراغ اميركا الاحتلالي معلنين مواصلة كذبة الحرب المزعومة ضد داعش الا ان الكثير من الأوساط الفرنسية اعتبرت ان قرار ترامب سحب قواته يجب أن يشكل فرصة مواتية لفرنسا حتى تراجع سياستها في المنطقة، وتتعامل مع موسكو ودمشق، حيث اعتبرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية التي طرحت تساؤلات كبرى حول التحرك الفرنسي المنتظر في أعقاب القرار الأميركي.
فيما أكدت الصحيفة أنه يتوجب على الفرنسيين أن يكونوا على طاولة المفاوضات، وإلا لن يكونوا على القائمة، بالنسبة لفرنسا، فهذا أسوأ ما يكون، فالصحيفة تجد أن التحركات الأمريكية الأخيرة أكدت بأن فرنسا لم تعد موجودة حتى على الخريطة الذهنية للحليف الأكبر، وليكن الجنرال ماتيس غير موافقٍ على قرار الرئيس، فهذا لا يغيّر شيئاً من الذّل المرير الذي تجرعته فرنسا لأن الجوهر بالنسبة له هو مكان آخر، فالقوات الأميركية الخاصة تغادر سورية لأن ترامب هو واقعي، لقد أدرك أنه كان من الضروري دقّ إسفين في الحلف التكتيكي، ومن هنا جاء التخلي عن الأكراد ، وإيقاف أردوغان شريكها عن الاستدارة باتجاه روسيا وموجة تهديداته التي ستتهاوى، مشيرة الى ان تخلّي الأميركيين عن الأكراد الذين كانوا ابرز ادواتها سيجبر الأخيرين على اعادة النظر في جدوى تحالفاتهم الهشة مع اميركا، لافتة الى أن ما جرى هو اللحظة المواتية لرمي بعض الأوراق «في جعبة فرنسا وإلا فستضيع للأبد»، لذا يجب استثمار بعض الأوراق الرابحة، كما حذرت الصحيفة الساسة الفرنسيين بالقول: «إذا لم نستثمر هذه الفرصة الأخيرة، سيتم إقصاؤنا من الشرق إلى الأبد، السياسيون الذين جروا فرنسا، بعد المأساة الليبية، إلى المساندة في زعزعة البلد ، يتحملون مسؤولية كبيرة جداً في العذاب التي يكابده الشعب السوري منذ ثماني سنوات.
ميدانياً يستمر الجيش العربي السوري ببطولاته وتقدمه للقضاء على اخر بؤر الإرهاب التي تبقت في سورية، حيث دمرت جرافة مصفحة ومرابض هاون ونقاطا محصنة للإرهابيين خلال ضربات دقيقة على مواقعهم ومحاور تسللهم باتجاه نقاطها العسكرية المتمركزة في محيط القرى والبلدات الآمنة في ريف حماة الشمالي، كما وسعت وحدات من الجيش نطاق عملياتها ضد مواقع المجموعات الإرهابية المنضوية تحت زعامة تنظيم جبهة النصرة وأحبطت محاولات تسللها من محور بلدة البويضة باتجاه نقاط عسكرية في المنطقة ، وقد أدت العمليات إلى تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد وتدمير نقاط محصنة اتخذوها لشن اعتداءاتهم وتسللهم.

 

التاريخ: الجمعة 4-1-2019
الرقم: 16876

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم