العنب الحامض

 نفي الرئيس الأميركي ترامب أنه قد حدد جدولاً زمنياً للانسحاب من سورية وتحفته الجديدة نظرية الانسحاب البطيء، ينمان عن تخبط الإدارة الأميركية بعد كلام نقلته صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية عن مصادر في إدارة ترامب إنّ (ترامب سيمهل وزارة الدفاع أربعة أشهر لإتمام سحب القوات من سورية والبالغ عددها نحو ألفي مقاتل).
في الحقيقة لم تذكر وسيلة إعلامية من وسائل محور المقاومة أن الانسحاب الأميركي سيكون نهاية الصراع مع أميركا، ولكن رئيسها عرّى نفسه وأسقط قناع البحث عن الديمقراطية ونصرة الإنسانية في العالم، فأثواب (الطهارة) الأميركية سقطت، لأن الرجل يصرخ بأعلى الصوت أنه يريد أموالاً وثروات، والحاكم الذي يدفع فهو محمي من الأميركي ولو كان حكمه من القرون الوسطى والأمثلة الصارخة كثيرة.
اعترافه بأن أميركا خسرت في سورية لا بد أن يستتبع خروج القوات الأميركية، وعدم المماطلة والتسويف وقبل الموت (لها) في الرمال السورية التي تحدث عنها، وينم اعترافه: (لا يمكنك القيام بالتهديد وعدم فعل أي شيء) عن أن محور المقاومة قاد معركة الحق وانتصر على تحالف الباطل.
وحسناً أن ترامب يحاول أن يُفهم شعبة أن لا (ثروات ضخمة في سورية) لنكتشف أن البئر التي حفرت فيها واشنطن ثبت أن مياهها ضحلة، وقد قال مسؤولون سوريون منذ بداية العدوان الأطلسي على بلدنا أن سورية لا تمتلك ثروات نفطية ضخمة.
بعد أن فهم أن عنب سورية حامض ولن ينله، عرف ترامب أخيراً أن داعش هو عدو سورية وإيران بقوله (هما تكرهان داعش أكثر منا)، ليتنصل من الدعم الأميركي للإرهاب وهو ما لا يجرؤ أي مسؤول أميركي الآن الاعتراف به مثلما اعترفت هيلاري كلينتون بأن بلادها هي التي صنعت تنظيم القاعدة بعد سنين طوال ومن زعم أميركا أنها تحارب القاعدة.
لعل محور المقاومة حذرٌ، فالصراع تاريخي مع الصهاينة وداعميهم، وخطرهم لم ينته، ولكن سفينة العدوان الأطلسي، بدأ راكبوها بالقفز منها للنجاة، على أن الحذر واجب من الرجعية العربية، التي غالباً ما تتنكر للرسالة العربية، وهي التي جندت الحثالة العالمية من الضائعين لغزو سورية وحملتهم الفكر التكفيري، والذين يأكلون الآن لحوم بعضهم بعضاً شمالي حلب وفي إدلب، لتقف بينهم تركيا وقطر الراعية لهم موقف المتخبط وتبقيان (متمسكتين بأخشاب السفينة الغارقة).
تركيا وقطر (التي تتلطى وراءها إسرائيل)، سيبحثان عن طوق النجاة لأن إدلب لا يمكن أن تبقى خارج السيادة السورية، والتي فيها ليس إمارة واحدة بل عدة إمارات لعشرات الآلاف من الإرهابيين الأجانب التابعين لتنظيم القاعدة، وخاصة بعد أن أعلن ترامب أن الولايات المتحدة لم تعد تستطيع أن تكون شرطي العالم! فقط لأن نجم الإمبراطورية خبا بسبب صعود أقطاب جديدة.

 منير الموسى
التاريخ: الجمعة 4-1-2019
الرقم: 16876

آخر الأخبار
يربط الموانئ البرية والبحرية.. البراد: رفع الطاقة الاستيعابية لـ"معبر نصيب" الصناعيون يطرحون حلولاً إسعافية.. معامل السيراميك بين أزمة الطاقة والتهريب تكاليف الزواج تغتال فرح العرسان  هل يبنى الزواج على الحب..أم على الملاءة المالية ..؟! دراسات لمشاريع تنموية في درعا ضربات جوية تستهدف مناطق بريف إدلب تخلّف قتلى وجرحى كتّاب اللاذقية يطالبون بمشاركة أوسع وتحسين واقعهم المادي السورية للاتصالات: انقطاع الانترنت سببه عطل فني مؤقت تأمين مستلزمات العملية الامتحانية بالتعاون مع "اليونيسيف" الشرطة السياحية.. تعزيز للثقة بين السياح والمجتمع المحلي إزالة ألغام ومخلفات حربية في درعا  اقتصاد العيد.. يرفع حركة الأسواق 20 بالمئة السلم الأهلي.. ترسيخ القيم الاجتماعية والمبادئ السماوية د. عليوي لـ"الثورة": محاربة الجريمة بكل أشكا... ملك الأردن والرئيس اللبناني: أهمية الحفاظ على أمن واستقرار سوريا السّلم الأهلي.. يرسم ملامح سوريا ويخطّ مسارها الوطني تأمين نقل للمراقبين والإداريين المكلفين بالامتحانات في جرمانا "يديعوت أحرونوت":  استغلال ولاية ترامب للتوصل لاتفاقيات مع الدول العربية  توزيع بطاقات الامتحان بحلب لطلاب التعليم الأساسي اقتصاد " الأضحى"  نقلة جديدة.. السفكوني لـ"الثورة": محرك الأنشطة والإنتاج "سويفت" قاب قوسين.. د. كنعان لـ "الثورة": يحفز النمو والاستثمار في الاقتصاد السوري السياحة تعمم إجراءات السلامة والأمان في الشواطئ والمسابح