لإلغاء التقنين لا بديل عن عقلنة استجرار الكهرباء.. تغذية ست محافظات وأريافها.. وزيادة الطلب 100 % والعجز فاق 900 ميغاواط

اكدت احصاءات وارقام حصلت عليها «الثورة» قفزات غير مسبوقة على مؤشر استجرار الطاقة الكهربائية «المشروعة وغير المشروعة» وتخطيها خلال الأسابيع الماضية عتبة الـ 100%، الأمر الذي دفع بوزارة الكهرباء مجبرة إلى اعتماد برنامج تقنين «عادل» يوازي طرداً كمية الطاقة المولدة والتي سجلت بدورها عجزاً فاق بقليل الـ 900 ميغا واط.

التدفئة و الطهي
عودة التقنين إلى الواجهة لم يكن سببه الوحيد الدخول المبكر لفصل الشتاء المحمل بالمنخفضات الجوية، ولا زيادة الطلب الكبيرة على مادة الغاز، ولا اعتماد السواد الأعظم من المواطنين على الطاقة الكهربائية «للتدفئة ـ الطهي» بدلاً من المحروقات، والاستجرار غير المشروع المتزايد للتيار الذي خلق أحمال جديدة تفوق كمية الكهرباء المولدة.
غياب ثقافة الترشيد
هذا كله في كفة وتغذية المناطق المحررة «قرى وبلدات الغوطة الشرقية ـ بلودان والزبداني ومضايا وبقين ـ والتل ومنين ـ محافظة درعا ريفاً ومدينة ـ محافظة القنيطرة ريفاً ومدينة ـ ريف محافظة حمص من تدمر وصولاً إلى الرستن وتلبيسة ـ ريف حماه الشمالي ـ والأهم محافظة حلب وبعض قراها وبلداتها» بالتيار الكهربائي في الكفة الأخرى، يضاف إلى ذلك غياب ثقافة الترشيد لاسيما في القطاع المنزلي منها الذي مازال يتصدر وبدون منافس القطاعات المهدرة للطاقة الكهربائية «أكثر من 70 %»، وعدم تمكن الجهات الكهربائية المختصة من إيصال أهداف ومبررات ونتائج حملتها الوطنية ونداءاتها المتكررة إلى آذان مشتركيها.
تؤكد المعطيات التي بين أيدينا أن لا علاقة لا لوزارة الكهرباء ولا لوزارة النفط والثروة المعدنية بما يجري، فالأخيرة تضع كامل الكميات المستخرجة لديها من مادة الغاز «13 مليون متر مكعب يومياً» في خدمة محطات توليد الطاقة الكهربائية، والأولى تقوم بتحويلها إلى طاقة لمشتركيها المنزليين والصناعيين والتجاريين والزراعيين.
خارج ساعات الذروة
وهنا، تشير المصادر الخاصة «للثورة» أن وزارة الكهرباء لم تطلب من مشتركيها يوماً العيش في الظلام أو عدم التدفئة والاستحمام والغسيل والكوي..، لكنها تمنت عليهم ترحيل هذه الملفات إلى خارج ساعات ذروة استجرار الطاقة الكهربائية الممتدة بين الساعة الخامسة عصراً وحتى العاشرة ليلاً فقط لا غير «فترة إنارة فقط» للحيلولة دون خلق أحمال كبيرة تزيد عن الكميات المولدة وتلحق بالمنظومة الكهربائية «مراكز تحويل ـ الكابلات ـ خطوط النقل …» أضرار فادحة تتطلب صيانتها وإصلاحها ساعات أو أيام وعشرات الملايين من الليرات إن لم نقل مئات.
أما المفاجأة فتقول أن إطفاء 4 مليون مواطن شمعة واحدة فقط «800 واط» من المدفأة الكهربائية لمدة 10 ساعات يومياً يوفر حوالي 32 مليون واط أي ما يعادل محطة توليد قيمتها 600 مليون يورو، وإطفاء 4 مليون مواطن لمبة واحدة لا غير «100 واط» خلال خمس ساعات توفر ما يقارب 400 ميغا واط وإذا جمعنا هذه الكمية مع 600 ميغا واط يعني نهاية التقنين نهائياً.
توليد كامل حاجة القطر
المصادر أشارت إلى وجود تحركات تقوم بها وزارة النفط والثروة المعدنية لتأمين كميات إضافية من مادة الغاز لمحطات توليد الكهرباء، في حين كشفت المصادر على المقلب الآخر جهوزية وزارة الكهرباء لتوليد كامل حاجة القطر، منوهة إلى أن الدارة المركبة في محطة تشرين استطاعتها 450 ميغا واط وهي تحتاج حالياً إلى مليون و500 ألف م3 غاز جاهزة للاقلاع من جديد شأنها في ذلك شأن الغازيتين «دارة بسيطة» في محطة تشرين أيضاً استطاعتها 250 ميغا واط واحتياجها 1،4 مليون م3، والدارة المركبة في محطة جندر»غازية +مرجل» استطاعتها 150 ميغا واط واحتياجها 800 ألف م3، وغازيتي بانياس وجندر تحتاجان 1،8 مليون متر مكعب غاز.
نعمة الطاقة
باختصار «وليس دفاعاً عن أحد.. ولا مواربة لأحد» حل عقدة تقنين الطاقة الكهربائية بأيدي مشتركيها وحدهم دون غيرهم، فمع عقلنة الاستجرار سنتقاسم جميعنا نعمة الطاقة الكهربائية والغازية.
الثورة – عامر ياغي
التاريخ: الأحد 6-1-2019
الرقم: 16877

آخر الأخبار
صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة تأمين الدعم اللازم في درعا للمهجرين من السويداء عندما تكون الـحوكمة خياراً.. خبير اقتصادي لـ"الثورة": ضرورة لتعزيز التنافسية والاستقرار الاقتصادي "الأشغال العامة": خطة شاملة للإعمار والتنمية في إدلب الثقافة المؤسسية وحب العمل.. رافعة بناء سوريا بعد التحرير كل شيء عشوائي حتى المعاناة.. الأسواق الشعبية في دمشق.. نقص في الخدمات وتحديات يومية تواجه المتسوقين قيمة الليرة  السورية تتحسن و الذهب إلى انخفاض مجزرة الغوطة.. العدالة الغائبة ومسار الإفلات من العقاب مستمر التعاون مع "حظر الكيميائية" يفتح نافذة حقيقية لتحقيق العدالة في مجزرة الغوطة مجلس التعاون الخليجي: مواصلة تعزيز مسارات التعاون مع سوريا  أكرم عفيف لـ"الثورة": الفطر المحاري مشروع اقتصادي ناجح وبديل غذائي منبج.. مدينة الحضارات تستعيد ذاكرتها الأثرية مجزرة الغوطة.. جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم  حين اختنق العالم بالصمت.. جريمة "الغوطة الكيماوية" جرح غائر في الذاكرة السورية كيف نحدد بوصلة الأولويات..؟ التعليم حق مشروع لا يؤجل ولا يؤطر الصفدي: نجدد وقوفنا المطلق مع سوريا ونحذر من العدوانية الإسرائيلية خبير مصرفي لـ"الثورة": العملات الرقمية أمر واقع وتحتاج لأطر تنظيمية