استطلاعات للرأي تؤكد رغبة الأميركيين في مغادرة بلادهم على وقع تهديدات ترامب .. الإغلاق الحكومي في أميركا مستمر
مع استمرار أزمة الإغلاق الحكومي داخل الولايات المتحدة الأميركية والتي دخلت أسبوعها الثالث, لا يبدو أن هناك ثمة حل في الأفق ينهي هذه الأزمة, خاصة في ظل استمرار الخلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين حول تمويل بناء الجدار الحدودي الذي يريد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بناءه مع المكسيك لوقف تدفق المهاجرين, وتعنته بضرورة الحصول على مليارات الدولارات اللازمة للتمويل, ما أدى إلى فشل المفاوضات مع الكونغرس في التوصل لاتفاق ينهي حالة الشلل الحكومي.
ويبدو أن ترامب لا يبالي بطول أمد الأزمة, حيث هدد بمواصلة الإغلاق الحكومي لـ أشهر وحتى لسنوات, إذا لم يحصل على 5.6 مليارات دولار كمخصصات حكومية لبناء جداره المقترح مع المكسيك, حتى أنه حذر من أنه يفكر في إعلان حالة الطوارئ في البلاد, ما سيمكنه من بناء الجدار دون موافقة الكونغرس.
وقال ترامب خلال اجتماعه مع قادة الكونغرس أول أمس إنه سيكون فخوراً بمواصلة التوقف الجزئي لعمل عدد من المؤسسات الحكومية المعروف بـ»الإغلاق الحكومي» لـ أشهر وحتى سنوات حتى الحصول على تمويل لبناء الجدار الذي من شأنه كبح جماح الهجرة غير الشرعية عبر أراضي المكسيك, معبراً عن قناعته بأنه يفعل شيئاً صحيحاً.
وأكد الرئيس الأميركي للصحفيين ما قاله لقادة الكونغرس إذ صرح: إنني فعلت ذلك، قلت ذلك فعلاً، لا أعتقد أن ذلك سيحدث في الواقع، لكني مستعد. وفق ما أفادته به صحيفة ديلي ميل.
ووصف ترامب الاجتماع بـ « المثمر جداً»، مشيراً إلى أنه أوعز بتشكيل فريق عمل برئاسة نائبه مايك بينس، لعقد اجتماع خلال عطلة نهاية الأسبوع لبحث كيفية المضي قدماً في موضوع بناء الجدار في ظل مواصلة الإغلاق الحكومي.
من جهته اتهم زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، ترامب بأنه يحتجز الموظفين الفيدراليين رهائن حتى تمويل بناء الجدار.
إلى ذلك فشل ترامب وزعماء الديمقراطيين في التوصل لاتفاق ينهي إغلاقاً جزئياً للحكومة الأميركية.
وفيما وصف الرئيس الأميركي الاجتماع في البيت الأبيض بشأن إغلاق الحكومة بأنه إيجابي، أكدت نانسي بيلوسي الرئيسة المنتخبة حديثاً لمجلس النواب على أنه كان مثيراً للخلاف أحياناً.
وقالت بيلوسي: إن الجانبين اتفقا على مواصلة المحادثات.
غير أن ترامب عاد وهاجم الديمقراطيين مجدداً بشأن الخلاف حول السياج الحدودي مع المكسيك، والذي تسبب في أزمة الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية.
وغرد الرئيس الأميركي على حسابه بموقع تويتر: بإمكان الديمقراطيين حل مشكلة الإغلاق في وقت قصير للغاية, كل ما عليهم فعله هو الموافقة على أمن حدودي حقيقي, بما في ذلك الجدار.
من جانب آخر أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة غالوب لاستطلاعات الرأي العام الدولية أن نحو 16 بالمئة من الأميركيين صاروا يفضلون الهجرة والرحيل عن بلادهم.
وأشارت المؤسسة إلى أن عدد الأميركيين المستعدين للهجرة قد بلغ حداً قياسياً لم تسجله كل استطلاعات الرأي المشابهة التي أجريت سابقاً.
ويؤكد خبراء غالوب أن تربع الرئيس دونالد ترامب على قمة هرم السلطة هو السبب الرئيس في تحريك الرغبة في الهجرة لدى الأميركيين.
وبين الخبراء أن 40 بالمئة من الأميركيات دون سن الثلاثين في العامين الأولين من إدارة ترامب أشرن إلى أنهن يرغبن في الانتقال للعيش في بلد آخر بشكل دائم مقارنة بـ20 بالمئة من الرجال في هذه الفئة العمرية.
ويفضل 26 بالمئة من المستطلعين الهجرة إلى كندا بعد أن كانت هذه النسبة 12 بالمئة عام 2016.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأحد 6-1-2019
الرقم: 16877