الاستراتيجية السورية مستعدة للتطورات.. أميركا تراوغ بقرار انسحابها.. وأردوغان يفرد أوراقه الإرهابية على طاولة أطماعه العثمانية!!
ضمن سلسلة المصالح الاستعمارية التي تمتهنها دول العدوان على سورية تجاهر أنقرة بما يغذي أهوائها العثمانية على امتداد الشمال السوري بينما تعتلي واشنطن سلم الازدواجية الموصوفة في تعاطيها مع الوضع المتغير في سورية وما انتجته وفقاً لتلك المعطيات من قرار يتحدث عن رواية الانسحاب بعد طمأنة شركاء الإرهاب.
فلا مبادئ نظيفة ولا اخلاق ترتكز عليها كل تلك الدول سوى ما يربطها ببعض الادوار الوظيفية التي قد تمليها أميركا على أدواتها سواء التركية أم تلك الانفصالية وحتى الارهابية، في حين يبقى الثابت السوري واحد يتمثل بما يصنعه الجيش العربي السوري في الميدان وما يعكسه من انتصارات تنعكس بقوة على مايحاك في غرف التآمر وداخل الاروقة السياسية.
تحت أنظار نظام أردوغان احتلت «النصرة» الارهابية الأتارب وعين أطماعها على إدلب، وهو الذي لطالما زعم محاربة الارهاب وقدم نفسه على أنه أحد الضامنين لاتفاق ادلب، وهذا يدل على الفبركة التي سعى اليها اردوغان ولا يزال ولاسيما في تعاطيه مع ملف الشمال السوري، ويؤكد بحسب المعطيات بأنه يبحث عن مساحات جديدة للمناورة حتى ولو كانت على حساب الارهابيين التابعين له.
ومن المعروف بأن لتركيا اتباع كثر من التنظيمات الارهابية المتواجدين في الشمال السوري ولا سيما في إدلب ومناطق عفرين ومنبج وهي تسعى لتحقيق كل أجنداتها عبرهم ومن خلال دعمهم.
مصدر إعلامي قال: إن «هيئة تحرير الشام» الإرهابية الواجهة الحالية لـ»النصرة» الإرهابية دخلت بأرتال إرهابييها إلى مدينة الأتارب، وهي المدينة الأكبر في القطاع الغربي من ريف حلب، وباتت تسيطر على مساحة واسعة ممتدة من الأطراف الغربية لمدينة حلب، وصولاً للمناطق المحاذية للواء إسكندرون السليب.
وبحسب محللين فهناك أمور تحضر لمنطقة إدلب والشمال السوري والأتراك هم اللاعب الأساسي وهم الراضون عما يجري في المنطقة، ولا سيما هذا المد الإرهابي «للنصرة».
وعلى خلفية ذلك لا يزال الجيش العربي السوري يدفع بتعزيزات إلى ريفي حماة وإدلب للتصدي لأي هجوم محتمل لـ»النصرة» إذا ما فكر التنظيم بالتمدد إلى ريفي حماة وإدلب من ريف حلب الغربي.
وقال مصدر إعلامي إن الجيش مستعد لأي طارئ أو مستجدات بالوضع الميداني في منطقة «الاتفاق»، وهو جاهز بالعدد والعدة للتصدي لأي محاولة اعتداء قد تقوم بها «النصرة» الارهابية والميليشيات المتحالفة معها بريفي حماة وإدلب.
فالجيش العربي السوري بحسب المصادر يراقب التطورات الأخيرة في إدلب، بحيث يتصدى لكل المحاولات التي تستغلها النصرة الارهابية للتسلل باتجاه نقاط الجيش المتمركزة في محيط المنطقة المذكورة، في خرق فاضح جديد لـ»اتفاق إدلب».
في غضون ذلك نقلت بعض الجهات الاعلامية الكردية عن مصادر أن القوات التركية أخلت 3 من قواعدها في مدية عفرين، حيث قالت المصادر إن الجنود الأتراك أفرغوا قواعدهم العسكرية الواقعة على قمة جبل جرقا في محيط قرية جرقا وكذلك قاعدتين تقعان على سلسلة جبال هاوار بالقرب من قريتي جيا وشيخ، مشيرة إلى أن تلك القواعد كانت قد أقيمت بين حقول الزيتون بعد اقتلاع المئات من أشجار الزيتون وجرفها وخاصة في قاعدة جرقا حيث جرى اقتلاع أكثر من 300 شجرة زيتون وإقامة أنفاق تحتها.
ويأتي هذا الانسحاب بالتزامن مع انتقال إرهابيي الفصائل الموالية لتركيا من ريف حلب إلى مناطق تواجد إرهابيي «درع الفرات» و»غصن الزيتون»، ولم تظهر أي معلومات تفيد بأسباب ذلك الانسحاب.
أما عن الاميركي فحاله كحال التركي لا يزال يراوغ في قراراته المتعلقة بالانسحاب، ففي ظل الحديث عن خطط الانسحاب، وتأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه لن يتراجع عن قراره بالرغم من رفض المسؤولين الأميركيين له، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، أن قاعدة التنف مستثناة من قرار ترامب، فهي إذاً المراوغة الاميركية بعينها، وكأنه تراجع أميركي عن قرار الانسحاب.
وفي وقت سابق، تم الحديث عن مصير الفصائل الإرهابية المدعومة أميركياً والعاملة في القاعدة الأمريكية الموجودة في منطقة التنف السورية، حيث طالبوا بتأمين ممر آمن لهم للخروج من القاعدة.
إذاً التطورات الميدانية والتراجع التدريجي لواشنطن عن سحب قواتها من سورية وربطه بمزاعم ضمان سلامة حلفائها من الميليشيات الكردية يبقي ريف دير الزور الشرقي كمنطقة توتر مفتوحة على الغارات الاميركية التي باتت شبه يومية ودائماً بذريعة محاربة جماعة داعش الوهابية.
وقرار الانسحاب الاميركي سواء صدق ام لم يصدق إلا أنه لم يمنع واشنطن من مواصلة جرائمها بحق المدنيين فغارات التحالف الأميركي على ريف دير الزور الشرقي تواصل حصد أرواح عشرات المدنيين وآخرها على بلدة الشعفة.
من جهة أخرى بدأت أمس مهمة المبعوث الأممي الجديد الخاص إلى سورية غير بيدرسون، وذلك مع انتهاء مهمة سلفه ستيفان دي ميستورا الذي أمضى فيها أربع سنوات دون إيجاد حل سياسي للأزمة المفتعلة على سورية.
الثورة – رصد وتحليل:
التاريخ: الثلاثاء 8-1-2019
الرقم: 16879