المخرج رشاد كوكش: «غفوة القلوب» محاولة لكسر المألوف

 

يتابع المخرج رشاد كوكش تصوير مسلسله الاجتماعي المعاصر (غفوة القلوب) تأليف هديل اسماعيل في تجربتها الكتابية الأولى، وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني ضمن إطار مشروع (خبز الحياة) إشراف عام المخرج زياد جريس الريس،

 

مدير إنتاج أشرف غيبور وتمثيل عدد من الفنانين، نذكر منهم: أحمد الأحمد، مرح جبر، جيانا عنيد، مصطفى سعد الدين، حسام تحسين بك، نظلي الرواس، دانا جبر، رامي الأحمر، سهير صالح، أنس طيارة..
يتناول المسلسل في محوره الأساسي حكاية شرطي متقاعد يقع في يده (C.D) يحوي تصويراً لجريمة قتل، ما يجعل أصحابه يفتشون عليه حتى يعرفوا أنه عند الشرطي الذي يسكن في العشوائيات وينتمي إلى عائلة فقيرة جداً، فيعرضون عليه مبلغاً كبيراً من المال مقابل تسليمهم (C.D) ما يوقعه في حيرة كبيرة وصراع قوي بين واجبه وأخلاقياته وبين إغراء المال الذي يمكن أن يغيّر له حياة عائلته بالكامل.

وحول المسلسل يؤكد المخرج رشاد كوكش إلى أنه عمل لطيف ويُعتبر محاولة لكسر المألوف، أما عن طبيعة الصراع فيشير إلى أن الصراع يبقى بين الخير والشر، هو صراع بين الأجيال وبين الواقع والحلم والخيال، خاصة بعد معرفة الابن بالأمر حيث يرى بالمبلغ الذي يمكن أن يتقاضوه خلاصاً للعائلة ككل من حالة الفقر، بينما يسعى الأب للتمسك بما يحمل من مفاهيم ومثل عليا.
ـ بأي معنى قلت إن العمل محاولة لكسر المألوف؟
إنه النص، فأنا أتبع بداية النص، ومن خلال متابعتي لما يتم إنجازه من أعمال أقول إنني أقف ضد الأعمال الشامية التي ظهرت في السنوات الخمس عشرة الأخيرة بكل أشكالها وطروحاتها، أما الأعمال الدرامية الأخرى فالعديد منها جاء مكرراً وكأننا نراوح في المكان.
ـ عما تبحث كاميرتك في المسلسل؟
إنني من المخرجين الذين يفضلون عدم استعراض العضلات في الإخراج، مع احترامي لجهود المخرجين جميعهم فلكل مدرسته وطريقته، ولكن الحركة الزائدة للكاميرا تضر أحياناً بالعمل ورسالته، وبالنسبة لي فإنني أحب إنجاز العمل السهل الممتنع.
وفي مسلسل (غفوة القلوب) الحكاية جميلة والحوار رشيق، وهناك فكرة ورسالة ومقولة نريد إيصالها، وبالتالي ينبغي ألا أخون الفكرة وأستخدم الشاريو والكرين دون أن يكون من داعٍ لهما، لأنه بإمكانهما أن يأخذا المشهد إلى مكان آخر تماماً ليس له علاقة بالحدث أو الشخصية، لذلك أقول إنه يمكن استخدامهما ولكن في المكان المناسب، كما أنه من غير المقبول عندما أصور ضمن منزل في العشوائيات أن استخدم الإضاءة المبهرة كالتي تستخدم في القصور والنوادي والفنادق لأنني أتحدث عن منزل عائلة فقيرة لا تملك قوت يومها، وإن فعلت عكس ذلك أكون خائناً للموقع الذي أنا فيه، لذلك حرصت على تقديم كاميرا بسيطة سهلة رشيقة ولطيفة، لتقديم عمل لطيف يوصل المقولة ضمن لقطة وصورة جميلة وإضاءة موظفة في مكانها المناسب، أضف إلى ذلك كله أن الموسيقا التصويرية يضعها الأستاذ ايهاب مرادني وقد اتفقنا على تقديم ما يناسب كل بيئة في العمل وخاصة البيئة التي تحكي عن وجع الناس.
ـ ما رهانك لجذب الجمهور؟
الحكاية متينة وممسوكة بشكل صحيح، كما أن الممثلين قادرين على القيام بأدوارهم على أكمل وجه وإيصال الفكرة، إضافة إلى الموسيقا التصويرية والكاميرا والإضاءة والصوت وخدمات فنية أخرى، والجهة المنتجة التي قدمت كل ما تستطيع من خدمات.. ذلك كله مع حسن إدارة في الإخراج من شأنه أن يُنتج عملاً مهماً.
ـ غالباً ما تصور الأعمال المعاصرة إما الفقر المدقع أو الغنى الفاحش، ولكن أين الطبقة الوسطى من ذلك كله؟
إنني أحد الذين نشؤوا ضمن البيئة البرجوازية الصغيرة التي كانت تُعتبر من أعمدة المجتمع السوري، ولكنها اضمحلت وبقي منها القليل جداً، واليوم بعد ثماني سنوات حرب تلاشت الطبقة المثقفة التي حملت لواء الرسم والفن والأدب.. والتي كانت تخلق حالة من التوازن النفسي في المجتمع. ونحن كفنانين وكتاب ومخرجين نقرع جرس الخطر بعد صمود دام سنوات الحرب، حتى أنه في المسلسل تجد أن أبو أيهم (الشخصية التي يؤديها الفنان أحمد الأحمد) قد وصل إلى مرحلة لا يملك فيها قوت يومه لأنه شريف.
ـ بأي عين ترى مشروع خبز الحياة الذي يتم إنجاز مسلسل (غفوة القلوب) ضمن إطاره؟
عندما طلبني المخرج زياد الريس إلى المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني كي أتصدى لإخراج المسلسل، سألته عن المشروع فأجاب أنه يعيد الاعتبار للدراما السورية ويقرّبها من الناس، فهو مشروع كبير وطموح، وكم تشعر بالسعادة عندما تجد مخرجاً هو مدير المؤسسة ويقول لك تعال وشاركني مشروعي وساعدني لتحقيق هذا الطموح، فتجد أنك مدفوع للوقوف معه والدفاع عنه، لذلك قلت إنني أقف مع المشروع حتى قبل أن أقرأ النص، خاصة أن الدراما السورية تراجعت في السنوات الأخيرة وأحد الأسباب الرئيسية لذلك الأزمة، والمشروع يحاول أن يعود وينتشلها من جديد، وهنا أوجه إصبع الاتهام لشركات في القطاع الخاص التي اقتصرت أعمالها على البيئة الشامية فقط بهدف الربح، وإن كان من حقهم أن يربحوا، ولكن هناك حكايات أخرى تهم الناس يمكن التطرق إليها.

 

 

التاريخ: الأربعاء 9-1-2019
رقم العدد : 16880

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” مرسوم بتحديد الـ 21 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعد شاغر في دائرة دمشق الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي