ربما من الأحداث التي لابد من الوقوف عندها مع بداية العام الجديد هو ظاهرة مهرجان مسرح الطفل الذي أولته مديرية المسارح والموسيقا كل اهتمام فكان محط أنظار للكثيرين.
لاشك أن لهذه الظاهرة أشياء إيجابية، ومن المهم أن نتحدث عنها فهي تخص أطفالنا أجيال المستقبل، وتنمي قدرتهم على التفكير، وتقوي شخصيتهم، وتجعلهم أكثر قدرة على الحوار والتفاعل مع الآخرين.
ومن جانب آخر من يقرأ ويتابع برنامج مهرجان مسرح الطفل الذي وضعته مديرية المسارح والموسيقا يدرك كم هو خصب ومليء بالمسرحيات التي زرعت الابتسامة على وجوه أطفالنا…
على مدى أكثر من اسبوع استمرت المسرحيات بحضور لافت وبهي من محبي المسرح ومتابعيه… والأهم أنها لم تقتصر على مدينة دمشق، بل جالت معظم المحافظات السورية (حماه – حمص – حلب – اللاذقية – درعا…) بطريقة تحتاج إلى جهود كبيرة ومتابعة حثيثة وتقص لايعرف التوقف أو التباطؤ…
واللافت هو التفاعل الأنيق من المشاهدين والأهالي مع الأطفال، فبدت خشبات مسارحنا كحديقة ضمت بين جنباتها عناصر كثيرة من البراءة والابداع والعفوية والجمال.
أمام هذا المشهد نجد أنفسنا أمام مسؤولية كبيرة ألا وهي ضرورة تفعيل هذه المهرجانات على مدار العام بالامكانيات المتاحة، فالمشهد الثقافي الذي يمثله صوت واحد أو نموذج واحد هو فقير، وبقدر ماتتنوع الأصوات المبدعة والأفكار المتنوعة وتتلون في جيل واعد صادق يقدم من القلب والروح…. ستظهر المواهب ويتفجر الابداع وسنحقق مانطمح إليه من جيل واع مثقف قادر على العطاء اليوم وغدا.
فلندرك أن أطفالنا هم الشريحة الأهم في المجتمع ولابديل عنهم، بل أكثر من ذلك يحتاجون أكثر من سواهم إلى قدر كبير من العطاء الروحي والمعنوي، لان الموهبة كنز كامن يحتاج الى من ينتشلها ويكتشفها في أطفالنا الموهوبين المصرين على الابداع والعطاء في كل مكان وزمان.
ammaralnameh@hotmail.com
عمار النعمة
التاريخ: الجمعة 11-1-2019
الرقم: 16882