ها نحن على بوابات الامل ننتظر، وقد فاضت بنا الاوجاع التي خلفتها وحوش الإرهاب تلك الاوجاع التي تُنكأ وتُفتح مع كل عاصفة هوجاء من عواصف الهموم والاحباطات وضغوطات الحياة التي باتت تُثقل أرواحنا قبل أجسادنا بعد أن أصبحت تلفنا من كل اتجاه.
قد يكون ما يحصل من تصدع مجتمعي وأخلاقي وقيمي وإنساني هو نتيجة طبيعية لمرحلة ما بعد هذه الحرب الشرسة التي اقتنصت معظم ما هو جميل فينا، لكن الاستسلام والتسليم لهذا الواقع المر ليس وارداً مطلقاً في أجندتنا، فحرب ما بعد الحرب أصعب وأشرس لأنها أضحت حرباً من دون أعداء، حرباً مع الفساد والمفسدين، وحرباً مع الضمائر الميتة والنفوس المريضة، حرباً لإعادة الحياة الى المثل والقيم والأخلاق التي أصابتها الحرب في مقتل، حرباً مع لقمة العيش وحرباً مع اليأس والإحباط والوهم.
نعم إنها حربُ ما بعد الحرب، الحربُ الاشرس التي تُخاض بلا سلاح سوى سلاح الثقة والإيمان بالله والوطن والجيش والقائد، وهنا مكمن القوة وهنا نقطة الضوء وشعلة النور وقبس الهداية الذي نمشي خلفه كشعب صمد وحارب الإرهاب طيلة السنوات الماضية.
ها نحن ننتظر على بوابات الامل وكلنا ثقة أنها سوف تَشرعُ أبوابها الموصدة بإحكام في القريب العاجل رغم أنف الوجع والقهر، ورغم أنف الشقاء والبكاء، وحتى ذلك الحين سوف نبقى نقبض على زناد الامل والإرادة والثقة بالله.. وحتى ذلك الحين ستبقى لنا ابتسامة رغم أنف الشقاء والوجع.
فردوس دياب
التاريخ: الأحد 13-1-2019
الرقم: 16883