مسرحية الخلاف الأميركي التركي هزلية وبأبعاد مكشوفة… أنقرة ترفع راية «النصرة» شمالاً فوق رماد الفصائل الإرهابية المحروقة
في وقت لا يصح فيه إلا صحيح ما رسمته الدولة السورية من استراتيجية صائبة على مدى سني الحرب الارهابية الشرسة التي استهدفتها تواصل الدولة السورية اليوم تثبيت نقاط قوتها ومقدرتها على كافة الصعد، ولاسيما أن تهورات المراهنين على الفدرلة المزعومة دفعتهم بالتوجه اليها بعد ان تخلى عنهم الاميركي الذي ساروا في ركب تنفيذ اجندات اطماعه وتخريبه في سورية مستديرين نحوها بعد تحطم رهاناتهم العبثية على صخرة الثوابت السورية بوحدة الاراضي السورية ورفض مشاريع التجزئة والتقسيم، كونها صاحبة القرار الاول والأخير وصاحبة السيادة على كافة اراضي الجغرافية السورية، حيث كانت توبتهم عنوان المرحلة الراهنة على الرغم من تطمينات حاولت واشنطن طرحها على مسامعهم حول امكانية التوصل الى ما اسمته حلا يوفر الحماية للميليشيات الانفصالية التي استخدمتها في لعبة شرورها في الشمال والشرق السوريين.. لكن لن يبقى دون ثمن.. فتحقيق مطلب النظام التركي بالدفاع عن نفسه من «الإرهابيين»، وفقا للمزاعم التي يطلقها اردوغان بين الحين والاخر، يبدو أنه ثمن باهظ.
تلك الحالة لم تقف عند حد هؤلاء الانفصاليين الذين باعوا أنفسهم للأميركي، بل تعدتها الى ما يسمى بـ «المعارضة» اللاوطنية المرتهنة لمشيئة اعداء سورية، فهم ليسوا بأحسن حال من غيرهم، لأنهم على ما يبدو خارج حسابات من دعمهم ومول ارهابهم.
فيبدو أن التوجه الى سورية والاصطفاف في صفوفها هو الحل الوحيد ولاسيما بعد الجملة الشهيرة التي أطلقتها الدول الداعمة لهؤلاء المرتزقة الادوات «لم نعد بحاجة اليكم» والتي وجهت لهم صفعة موجعة غير مسبوقة.
بين زحمة المشاهد وتشعبها يبقى الجيش العربي السوري يرسم خرائط تحركاته على امتداد الجغرافيا السورية حيث بدأ بنشر تعزيزاته العسكرية في الشمال الغربي لمدينة منبج في إطار حشد واسع النطاق للقوات في المنطقة، كما يقوم بإرسال تعزيزات كبيرة للتصدي لأي محاولات تقوم بها «جبهة النصرة» الارهابية للتقدم أكثر خارج مناطق سيطرتها ولاسيما أنها تتلقى دعماً كبيراً من النظام التركي الذي خالف اتفاقية سوتشي وسابق الزمن لإعادة تعويم النصرة الارهابية في الشمال.
فتركيا أمرت فصائل ارهابها في الشمال بالتعامل مع «النصرة» في إدلب، في ظل سيطرة «جبهة النصرة» الارهابية على معظم مناطق ريف إدلب وريف حلب الغربي.
وأكدت مصادر إعلامية أنه بعد استسلام فصائل إرهابية موالية لتركيا، وتسليم مناطق سيطرتها في سهل الغاب وجبل شحشبو من دون قتال لـ»النصرة» الارهابية، فرضت تركيا على تنظيمها الارهابي»جيش الأحرار» أيضاً توقيع صك إذعان معها ينص على تسليم حواجزها وأسلحتها الثقيلة في ريفي إدلب واللاذقية الشماليين القريبين من الحدود التركية، لتسيطر «النصرة» بشكل شبه كامل على محافظة إدلب وأرياف اللاذقية الشمالي الشرقي وحماة الشمالي والشمالي الغربي وأرياف حلب الجنوبية الغربية والغربية والشمالية الغربية، أي ضمن المنطقة المشمولة باتفاق سوتشي الخاص بادلب..وهذا يدل على محاولة تركيا تعويم «النصرة» الارهابية وجعلها تسيطر على كافة المناطق بشكل يخالف اتفاق سوتشي الذي ينص على انهاء تواجد إرهابييي «النصرة» والدفع بالإرهابيين التابعين لتركيا الى تسليم سلاحهم.
أما تداعيات الاعلان الاميركي بالانسحاب من سورية فلا يزال يفاقم الخلافات التركية الاميركية حتى ولو كان ضمن العمل المسرحي الهزيل ذات الابعاد المكشوفة، والتي باتت تفضحها استمرارية التهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد ما يسمى «وحدات حماية الشعب الكردية»، واللعب الاميركي على المصطلحات والألفاظ بما يخدم بشكل ملحوظ الاجندة التركية العدوانية والاستعمارية، وقد ظهر ذلك من خلال التصريحات المتبادلة بين وزيري خارجية اميركا وتركيا.
الى ذلك كشفت بعض الصحف اتهامات موجهة للولايات المتحدة بقتل جنود بريطانيين في سورية، وبعدما أكدت صحف «غارديان» و»تلغراف» و»مورنينغ ستار» أنه قُتل في سورية جنود بريطانيون وصلوا إلى سورية ضمن قوات «التحالف الدولي»، كشفت «نيزافيستيا غازيتا» أن الصواريخ المستخدمة في قتلهم هي صواريخ أمريكية الصنع.
على صعيد التحركات الميدانية للجيش العربي السوري وانجازاته، فقد نفذت وحدات الجيش العاملة في ريف محردة ضربات مدفعية على مواقع إرهابيي «كتائب العزة» في بلدتي حصرايا والصخر رداً على خروقاتهم لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح وأحبطت وحدات من الجيش محاولة تسلل مجموعات إرهابية من محور قرية الزرزور باتجاه القرى المحررة والنقاط العسكرية العاملة على حمايتها بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وفي معرض زيارة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية، غير بيدرسون أملت دمشق بأن يحقق بيدرسون ما عجز عنه الآخرون وأن يستفيد من تجارب سابقيه.
حيث جددت سورية موقفها المتمسك بالتعاون مع كل الجهود الإقليمية والدولية الجادة لمكافحة الإرهاب، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية واحترام السيادة الوطنية.
الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الأثنين 14-1-2019
رقم العدد : 16884