لم تترك الحرب لوناً من ألوان الإبداع إلا وتركت فيه أثراً ما، إن كان من قبل المبدع نفسه وكيف استلهم ما كان،
أو من خلال تأثيرها على الفنون من حيث القدرة على الاستمرارية، والملاحظ أن اللون كان أكثر قدرة واستجابة لما يعانيه السوريون من مخلفات الحرب، كان الفن التشكيلي حاضراً بقوة، واستطاع الفنانون السوريون أن ينقلوا الكثير من الآلام والآمال، لتغدو علامة وسجلاً لما كان، وشهادة على القدرة على تجاوز ما هو مؤلم، ومن هؤلاء.
التشكيلي خير الله سليم الذي عبر في لوحات معرضه المقام حالياً في صالة كامل بدمشق في قصص الناس والمجتمع وانعكاسات الحرب عليهم بأسلوب فني مبسط من حيث الشكل باعتماده الواقعية التعبيرية وعميق في دلالاته البصرية وإيحاءاته المعتمدة على التفاصيل الصغيرة لتكون مشهدية اللوحة.
المعرض الذي ضم 25 لوحة كبيرة بتقنية الاكريليك جاء بعد عامين من التحضير واعتمد فيه التشكيلي سليم البورتريه والمجموعات الإنسانية المتعددة ليشكل رسالة إنسانية عالية الصوت تدعو للإمعان في التفكير بمسببات هذه القصص عميقة الطرح.
وحول اعتماده على المرأة بطلاً أساسياً في سرد مجريات الأحداث التي تميط اللثام عن قضايا وعلاقات شائكة في المجتمع الإنساني قال التشكيلي سليم في تصريح لـ سانا: (الأنثى مرآة للمجتمع وحاولت أن أقدمها كعنصر أساسي في لوحاتي لتحكي ما حصل في مجتمعنا خلال سنوات الحرب فلكل لوحة قصة خاصة بها ولها شخوصها التي تشبه أناسا من حولنا).
وعن تماهي الأسلوب مع الفكرة وخدمة كل منهما للآخر أو الاتكاء عليه أوضح سليم أنه حاول أن يصنع تزاوجا ما بين الفكرة والأسلوب ليخدما بعضهما مع الابتعاد عن سيطرة أحدهما على الآخر مبيناً أن لوحاته تتحدث عن المجتمع السوري بشكل خاص ولكن الأسلوب الذي اعتمده يقترب للعالمية كوننا جزءاً من العالم الذي تتشابه حكاياه.
التاريخ: الثلاثاء 15-1-2019
رقم العدد : 16885