شرق الفرات ساحة للمبازرات الهزلية بين واشنطن وأنقرة.. المخاتل الأميركي يرفع عصا تهديده لأردوغان وجزرة الحماية لميليشيات الانفصال!!
بعد الاقتتال والاشتباك الدامي بين الفصائل الارهابية في الشمال السوري والذي دفع اليه النظام التركي بنية مبيتة وغايات مقصودة لتعويم النصرة الارهابية وحرق اوراق الفصائل الإرهابية لانتهاء مهمتها التخريبية وانعدام فائدة دورها الوظيفي في المرحلة الحالية لخدمة اجنداته الاستعمارية يعود شرق الفرات إلى واجهة الأحداث التي يجري تسخين درجة غليانها اميركيا وتركيا لغايات خبيثة من شريكي الارهاب واشنطن وانقرة بتعويم خلافات كاذبة على سطح المشهد علماً ان تعاونهما وتنسيقهما في تأجيج المشهد الشمالي والشرقي وطيد ،يعود الشرق السوري ليكون ساحة التصريحات النارية بين أنقرة وواشنطن التي رفعت سقف تهديداتها وحملت العصا بمزاعم معاقبة اردوغان مدعية انه لا يمتثل لرغباتها واوامرها في الوقت الذي تنتظر دمشق الزيارة الأولى للمبعوث الاممي الجديد بيدرسون.
وفي التفاصيل ينتظر أن يقوم مبعوث وزير الخارجية الأميركي إلى سورية جايمس جيفري بزيارة الى أنقرة، بعد تسلله إلى شمال شرق سورية كما كشف وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو مؤخراً، وتناقلت بعض المعلومات المحلية من شرق الفرات أن لقاءات جيفري حملت تطمينات لميليشيات الانفصال في شرقي الفرات، بوجود «تغيير إيجابي» الشهر المقبل، وطلباً بالتمهّل وحتى التراجع عن المحادثات مع الدولة السورية.
وعلى رغم ضبابية المعلومات حول هذا الحراك الأميركي غير النظيف إلا أنه يدخل في سياق مزاعم التواصل مع أنقرة لاجتراح حلول وسطية تستوعب ما تدعي تركيا انه مخاوف على امنها المزعوم، لكن وعلى نحو متوقع وغير مفاجئ خرج الرئيس الأمريكي وكما هو معتاد بتصريحات استعراضية ليهدد ويتوعد تركيا «بتدميرها اقتصاديا» مؤكداً أن ذلك لن يؤثر على انسحاب القوات الأمريكية من سورية، حيث نقل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن تهديد النظام التركي قائم في حال قام بمهاجمة ميليشيات الانفصال الذين تدعمهم واشنطن، مضيفا انه بالمقابل لن يؤثر على خطة واشنطن سحب قواتها المحتلة من سورية وحصر بومبيو التهديد الأمريكي بالعقوبات الاقتصادية على تركيا، مدعيا في الوقت نفسه ان واشنطن تسعى لضمان أمن من يزعم انه حارب تنظيم «داعش» إلى جانبها ومنع أي هجوم على تركيا من سورية وفقاً لزعمه.
وعلى رغم تصريحات واشنطن التي اريد لها ان تحمل طابعاً «توفيقياً» بين حلفائها وادواتها وذرا للرماد في عيون الرأي العام ، تمضي تركيا في استعراض الخيارات العسكرية العدوانية والخطط «الجاهزة» للتدخل السافر شرقي نهر الفرات وفي منبج، إذ نشرت وسائل اعلام النظام التركي تقريراً يشرح الخطة التي أعدتها وزارة الحرب التركية لعدوانها المفترض على شمال وشرق سورية.
وتأتي تلك التسريبات في وقت تنفّذ فيه قوات النظام التركي تدريبات عسكرية في مناطق لواء اسكندرون قرب حدود إدلب، بعدما حشدت تعزيزات عسكرية هناك خلال الأسبوع الماضي. حيث عقد المسؤولون في وزارة الحرب وجهاز الاستخبارات التركي اجتماعاً قرب المنطقة الجغرافية التي احتلتها «هيئة تحرير الشام» الارهابية شمالا، وفي موازاة ذلك نقل عدد من المواقع التابعة للتنظيمات الارهابية أن عدداً كبيراً من الارهابيين الذين حاربوا ما تسمى «تحرير الشام» سابقاً يجري ترحيلهم نحو عفرين، كما أضافت المعلومات أن هناك ألفاً من «حركة أحرار الشام» وآخرين من «جيش النصر» الارهابيين، نقلوا من ريف حماة إلى عفرين، حيث يشكل هؤلاء دفعة من أصل 2700 ارهابي يستعدون للمغادرة، وفق اتفاق مع «تحرير الشام» الارهابية.
من جهة أخرى عادت إدلب وشرق الفرات لتكون واجهة الأحداث، واشتعلت الجبهة بين أنقرة وواشنطن على خلفية قرار الانسحاب الأمريكي المزعوم، حيث أعلن مستشار رئيس النظام التركي ياسين أكتاي أن الولايات المتحدة الاميركية لم تفعل أي شيء في سورية حتى الآن، باستثناء تعقيد الوضع هناك، كما تضع «الأكراد» تحت الخطر، بموازاة ذلك هدد ترامب تركيا اقتصادياً اذا واجهت ميليشيات الانفصال الذين تدعمهم.
ميدانياً كشفت بعض المعلومات أن الارهابي «الجولاني» متزعم ما يسمى «هيئة تحرير الشام» دعا إلى تشكيل جسم عسكري موحد في محافظة إدلب، يضم جميع الفصائل والتشكيلات العسكرية الارهابية متبجحا أنه يدعم نظام اردوغان في توجهه لاحتلال شرق الفرات، في الوقت الذي وصلت فيه تعزيزات تركية جديدة إلى ادلب ، ما يعني بأن ارهابيي «تحرير الشام» وبدعم تركي مفضوح سيكونون المتحكمين في واقع ادلب وارهابييها وبكل الاعتداءات الارهابية والهجمات التي سيشنونها في ادلب لمواجهة تحريرها، بالتالي تنفيذ مخططات اردوغان في المنطقة الشمالية والشرقية من الجغرافيا السورية.
الثورة- رصد وتحليل:
التاريخ: الثلاثاء 15-1-2019
الرقم: 16885