تتخبط أمواج اتفاق السويد بين مد وجزر لتقترب احتمالات انهيار الاتفاق على صخرة الكذب والادعاء السعوأميركي على الرغم من المساعي الدبلوماسية التي تحاول تثبيت الهدنة الهشة منذ دخولها حيز التنفيذ في 18 كانون أول والتي لم يتوقف تحالف العدوان عن اختراقها.
وما بين حقيقة أن المقاومة اليمنية هي صاحبة الحق بالدفاع عن شعبها وأنها عملت كل ما تستطيع عمله للدفع بعملية السلام قدماً الى الأمام وما بين ما يعتقد أن الاتفاق «ولد ميتاً» عن مآلات الاتفاق ذاته ليفسر حسب أجندات أميركية بعيدة كل البعد عن لغة السلام وبين وضوح أن ما يريده النظام السعودي هو أن تسلم الحديدة والموانئ لما يسمى هيئة الامم المتحدة احتمالاً يجعل من إمكانية التدخل الأميركي بموانئ اليمن قائماً، هكذا يصور الاتفاق وسط أوساط سياسية ودبلوماسية يمنية وعربية على أنه مجرد بحث عن نجاح للمبعوث الأممي أمام مشغليه ولم يبحث المشكلة من جذورها، بل حاول تفكيك وتقسيم اليمن لإحداث اختراق في جدار الأزمة الحاصلة في اليمن جراء العدوان الوحشي على الشعب اليمني.
لتبقى ما يسمى مشاورات السويد تحمل بين طيات نصوصها أسلوباً مطاطياً وهو ما يحتاج إلى جهد مضاعف لشرح مخرجات هذا الاتفاق بما يتفق مع عملية السلام وبما يبدو واضحاً لجميع الاطراف المعنية بالحرب على اليمن وربطه بالتنفيذ الحقيقي لهذه البنود، فيغدو العزف على وتر المصالح السعوأميركية بعيداً قدر الامكان وتتضاءل فرص نجاح «اتفاق استوكهولم» مع تجدد الاشتباكات في محيط مدينة الحديدة بشكل متصاعد في الوقت الذي أعلن فيه الجيش اليمني عن رصد 464 خرقاً ارتكبه تحالف العدوان منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
اليوم وعلى الساحة اليمنية يروج لما يسمى انتهاء اتفاق السويد وأن الأمم المتحدة لم تشأ أن تعلن ذلك مع أنه ينبغي أن تكون ملتزمة بمدته بحكم أنها مهندسته وراعيته لكنها تغاضت عن ذلك وراحت تخوض في تفاصيل جديدة كما لو أن الاتفاق سار ويجري في خطوات التقدم، حتى تثار التساؤلات حول عجز الأمم المتحدة في الوضع اليمني وليس عجزاً بقدر ما هو رغبة في التحكم بمسار المشهد الآني لليمن ورسم سيناريو معين للمستقبل اليمني.
وتوجه عقارب المؤشرات اليمنية الى احتمالية انهيار الاتفاق يعود الى المشهد العام في اليمن ومن جانب آخر الى موقف وزير خارجية أميركا «مايك بومبيو» أمس الأول الذي ضاعف المؤشرات السلبية المحيطة باتفاقات السويد وبمسار إنهاء الحرب في اليمن عموماً موجهاً سهام اتهاماته نحو الجيش اليمني اتهامات تعد تمهيداً لإمكانية استمرار الحرب المجرمة في ظل فقدان أي توجه صادق في هذا الإطار دونما التخلي عن الترويج لمزاعم لاتلقى صدى على الأرض، حيث أشارت بدورها السفارة الأميركية في الرياض في تغريدة على «تويتر» إلى أن بومبيو ومجرم الحرب ابن سلمان اتفقا على أن ما يسمى الحل السياسي الشامل هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب « كلام لا تفتأ الولايات المتحدة تكرره منذ سنوات من دون أن يكون له ترجمة فعلية على الأرض.
ويصف مراقبون سياسيون يمنيون الموقف البريطاني إزاء اليمن بأنه الأكثر إثارة للشكوك نتيجة لحالة التناقض اللافت بين التصريحات الرسمية البريطانية التي تؤكد دعمها لعملية السلام والتحركات البريطانية في مجلس الأمن الدولي أو من خلال المبعوث الأممي إلى اليمن» مارتن جريفيثس» الذي يعتبره العديد من الخبراء اليمنيين رأس الحربة في مشروع بريطاني للعودة إلى المنطقة من خلال الملف اليمني، لتطفو المصالح البريطانية على السطح من خلال تبنيها مشروعاً جديداً في مجلس الأمن الدولي يوسع من نطاق صلاحيات الفريق الأممي الذي يشرف عليه عميلها «مارتن جريفيثس» وهو الأمر الذي يخشى سياسيون يمنيون من أنه سيوسع من دائرة النفوذ الغربي في اليمن وسيتسبب في تعقيد المشهد اليمني وتكريس الوضع الذي يخدم أجنداتهم باستمرار الحرب الوحشية على اليمن والتي تعززها القرارات الدولية ومن غير المستبعد أن تكون لبريطانيا أطماع جديدة لعودة دورها الكبير داخل اليمن خصوصاً في جنوب اليمن وتعيين البريطاني «مارتن جريفيثس» مبعوثاً للأمم المتحدة إلى اليمن شجع بريطانيا للعب هذا الدور.
ميدانياً: يواصل تحالف العدوان الأمريكي السعودي الغاشم القصف الجوي والصاروخي على مناطق متفرقة بمحافظة صعده، كما شن طيران العدوان غارة جوية على مديرية صرواح بمحافظة مأرب.
الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الأربعاء 16-1-2019
رقم العدد : 16886