معظم ما أعلن عنه من طرفي اتفاق سوشي (روسيا وتركيا)، من إجراءات ستتم بموجب ما اتفق عليه لم يتحقق.. لم تقم المنطقة منزوعة السلاح.. ولم تفتح الطرقات الدولية ولم تتوحد الأطراف لمحاربة النصرة وأشباهها، توابعها..؟!
الذي حصل أن النصرة المعترف لها محلياً وإقليمياً ودولياً بالإرهاب والجريمة.. تمددت وسيطرت على كامل المنطقة التي كانت معنية بنزع السلاح والسلام..
الموقف الروسي من الحالة القائمة يتصف عموماً بالصمت.. علماً أن مواعيد تحقيق الطروحات التي حددها الاتفاق فاتت بمعظمها.. أما الموقف التركي فيتصف بالرقص على كل الحبال الممتدة على مساحة الشمال الشرقي السوري..
تركيا مع أميركا وضد أميركا.. مع الانسحاب وضده.. مع اتفاق سوشي ولا تسعى لتنفيذ بنوده.. عاجزة عن التنسيق مع سورية وتعلن حرصها على وحدة واستقلال سورية.. تزج بقواتها ولا تفصح عن غاياتها.. تتعاون مع النصرة وتسكت لها وهي تطرد إرهابييها في المنظمات الأخرى، الزنكي وغيرها، من بقاع كانوا فيها واحدة بعد أخرى.. دون قتال يذكر..؟!
هل تعمل تركيا لتجعل من النصرة، بطل الحكاية..؟!
يعني كانت الهدف الشرير فتصبح البطل الإيجابي في ما يدور حول إدلب وريفها وغرب حلب وشمال حماة..؟!
أكيد لدى الجانب الروسي تصور كامل لما تتجه له السياسة التركية.. أو قد تتجه له.. ونرجح أنه لم يحن بعد زمن (بق البحصة)..
ما وصلت إليه الأمور في شمال شرق سورية يرجح أن الاتجاه نحو حلول سلمية يتطلب معارك عسكرية أخرى.. لا أحد يرتاح للحرب.. لكن كلما تأخرت المعركة التي كانت قائمة وتوقفت بفعل اتفاق سوشي كلما صعبت وكثرت خسائرها.. ولا نرى عريض الفسحة للأمل بأن المسألة ستحل سلمياً.
ورغم الرقص التركي على عديد الحبال.. وما تصوره من متابعة سياسية مباشرة لكل ما يجري.. هي الأكثر تكتماً على نياتها الحقيقية.. وهي الأجدر بالحذر منها وتوقع كل ما هو سيئ.. تركيا لا تبحث، وبشكل معلن، إلا عن مصالحها.. روسيا تعرف وتراقب و أميركا تكتفي بأن تسدد لها تركيا ما يلزم.. ولا يتضمن على الإطلاق.. حماية الأكراد السوريين..
تصوروا مستوى الضحك على العقول.. أن تركيا هي التي ستحمي الأكراد بالنيابة عن الولايات المتحدة.. والسؤال الكوميدي الأسود: تحميهم ممن..؟!
أتراه السلوك التركي.. يوضح أن موعد المعركة المؤجلة قد اقترب..؟!
أسعد عبود
As.abboud@gmail.com
التاريخ: الأربعاء 16-1-2019
رقم العدد : 16886