فجأة تغير سقف طموحنا ولم يعد ما كنا نحلم به مطلبنا، فبعد أن كنا نأمل بتسجيل مشاركة استثنائية في نهائيات كأس آسيا لناحية الوصول إلى أدوار متقدمة في البطولة كما وعد رئيس اتحاد الكرة فادي الدباس، وجدنا أنفسنا مع نهاية مباريات منتخبنا في النهائيات المقامة حالياً في الإمارات، أمام المشاركة الأسوأ في تاريخ منتخبنا من بين ست مشاركات في المونديال الآسيوي.
هذا ما آلت إليه مشاركة منتخبنا في كأس آسيا، وهذا هو الفشل الجديد الذي سجلته كرتنا بمرارة تفوق أي مرارة كان قد تسبب بها فشل آخر، لأنه كان بالإمكان أفضل مما كان !.
لا نستطيع القول إن الفشل الذي سجله منتخبنا في النهائيات الآسيوية غير متوقع، ذلك أن عدة مؤشرات كانت توحي بتقديم رجالنا أداء متواضعاً في المنافسات الرسمية، على اعتبار أن المقدمات التي أكدت وجود خلل إداري كانت بينة وبالتالي فقد كان من الطبيعي أن تنعكس آثار الخلل الإداري على المستوى الفني، ولا نستطيع أيضاً أن نقف الآن متفرجين على خيبتنا الكروية الجديدة التي يبدو أنها أكثر مرارة وأشد حرقة وأكبر ألماً.
نعم الخسارة مسألة واردة في كرة القدم لأن الرياضة فوز وخسارة، ولكن ما هو مرفوض تماماً أن يكون الفشل متكرراً وذا أثر سلبي عميق، بعد التجييش الإعلامي والتلاعب بعواطف أبناء الشارع الكروي من خلال شعارات، كان من الواضح أن ترجمتها لواقع تحتاج عملاً احترافياً يبدو غائباً أو مفقوداً عند أصحاب الحل والربط وإصدار القرار في كرتنا.
من رأى ردة فعل الشارع الرياضي بعد نتائج منتخبنا المخيبة في النهائيات الآسيوية، يدرك أن نكسة كرتنا هذه المرة كانت أشد وقعاً علينا جميعاً كرياضيين ومتابعين وعشاق للمنتخب، لا لشيء سوى أن البعض ذهب بأحلامنا عنان السماء وعندما حان وقت الجد وجدنا أنفسنا في واقع مزري جعلنا ندرك أن ما تم تحقيقه سابقاً لم يكن سوى طفرة.
من أجل كل ذلك ولأن النتائج التي سجلها منتخبنا كانت صادمة فعلاً وذهبت بنا نحو غصة خانقة، فمن الضرورة بمكان أن يتم محاسبة كل من تسبب بهذا الدمار الكروي الذي ترك في أنفسنا جرحاً كروياً قد لا يندمل، وبالتأكيد فإن تطبيق المحاسبة بحق المخطئين هو أضعف الإيمان.
ما بين السطور
يامن الجاجة
التاريخ: الخميس 17-1-2019
رقم العدد : 16887
السابق
التالي