يقدم أردوغان دلائل وبراهين يومياً يثبت من خلالها عدم قدرته على تجاوز خلفيته العدوانية الداعمة للإرهاب والمنغمسة في احتضانه إلى أبعد الحدود، وهو لا يترك مناسبة إلا ويستغلها للمضي في مشروعه العدواني. وهكذا فمن غير المستغرب أن تتزامن تصريحاته العدوانية مع استلام رئيس أركان جديد لعصابات العدوان الصهيوني، هو آفيف كوخافي بعد انتهاء عمل سلفه غادي إيزنكوت، الذي حصد الفشل على امتداد أربع سنوات على رأس تنظيم العصابات الصهيونية المسلحة داخل كيان العدوان، فأقام علاقات مباشرة مع التنظيمات الإرهابية المسلحة واعترف بتقديم السلاح للعديد من تلك المجموعات بهدف ضرب سورية بذريعة توجيه ضربات للمقاومة وأكذوبة منع التمدد الإيراني، لكنه ذهب إلى مستنقع التاريخ مفسحاً المجال لخلفه كوخافي الذي سيسجل المزيد من الهزائم أمام محور المقاومة وأمام محور محاربة الاٍرهاب على السواء.
لكن أردوغان يحاول الاستفادة من هذه المتغيرات لتنفيذ مشروعه العدواني مستغلاً إمكانية استمرار كيان العدوان الصهيوني بتنفيذ اعتداءات متكررة على سورية تحت الذرائع المعروفة، وهو يتجاهل جميع منتجات العدوان المعولم على سورية والذي أثبت فشله في تحقيق أهدافه ومراميه، ولا يترك أردوغان هنا فرصه في استغلال حال التخبط الأميركي تجاه سورية، فيستعين بأعضاء في الإدارة الأميركية ممن يعارضون سياسة رئيسهم لدعم وجوده العسكري غير الشرعي في الأرض السورية مستغلاً علاقته بالتنظيمات الإرهابية إذ يسعى لتوحيدها في تنفيذ خطته.
وهنا تدرك سورية أن مواجهتها مع الاٍرهاب دخلت مرحلة مواجهة أصحاب المشروع العدواني أنفسهم بعد فشل التنظيمات الإرهابية وهي بالتأكيد جاهزة لهذه المعركة على المستويات العسكرية والسياسية كلها، ولن يكون الأمر صعباً بعد الدلائل الكبيرة التي أظهرتها سورية وشعبها العظيم وجيشها الباسل للعالم بالوقائع والحقائق والشواهد.
البقعة الساخنة
مصطفى المقداد
التاريخ: الخميس 17-1-2019
رقم العدد : 16887