لا شك أن أكثرية الناس يحترمون الشخص الذكي ويقدرونه ويعجبون به حتى لو كان البعض منهم لا يحبه لأسباب مختلفة تتعلق بهم.. ولا شك أن الكثيرين يتمنون أن يكونوا أذكياء حتى لو كانت هذه الأمنية صعبة التحقيق لأن الذكاء لا يأتي بالأمنيات.. لكن بالمقابل لا يحترم الناس ولا يعجبون أبداً بمن يتذاكى عليهم مدعياً (الذكاء) في تعامله معهم ومحاولأ اقتناص الفرص بالأساليب المشروعة وغير المشروعة، وممارسة أفعال لا تمت للذكاء بصلة إنما تنطلق من استغباء الآخرين..الخ.
انطلاقاً مما تقدم نعتقد جازمين أن المواطن ليس ضد البطاقة الذكية التي اعتمدت لصرف رواتب العاملين في الدولة بمؤسساتها المختلفة، ولا ضد البطاقة الذكية التي نظمتها واعتمدتها وزارة النفط والثروة المعدنية لتوزيع البنزين والمازوت ولاحقاً (الغاز) وأي مادة أخرى… لا بل يمكننا القول إن نسبة كبيرة من الناس مع هذه البطاقة شكلاً ومضموناً شريطة ألا تكون عبئاً عليهم، ولا وسيلة للتذاكي عليهم واستغبائهم من قبل المكلفين بالعمل بموجبها والإشراف على تطبيقها سواء أكانوا في القطاعين العام أم الخاص، ولا طريقة لحرمانهم من تأمين حاجياتهم أو التقتير بحقهم تحت حجج مختلفة..الخ
وإذا أردنا التحديد أكثر في هذا المجال نؤكد أن الموظف مع بطاقة الصراف (الذكية) لكنه ضد (تذاكي) مسؤولي المصارف عليه عندما يبررون عبر وسائل الإعلام تعطّل معظم الصرافات بشكل شبه دائم.. والمواطن مع بطاقة المحروقات (الذكية) لكنه ضد (تذاكي) أصحاب محطات الوقود عليه وعلى الدولة عند تلاعبهم في الكميات، وضد (تذاكي) الجهة الحكومية المعنية عند حديثها المتعلق بأسباب التأخير في تفعيل الكمية الثانية من مازوت التدفئة، وفي توزيع الغاز بموجبها.. إضافة للتأخير الكبير في تأمين الكميات المقررة لكل أسرة من مادة المازوت رغم الحاجة الماسة لها بسبب الظروف الجوية القاسية.
ونختم بالقول إننا مع تطبيق نظام البطاقة الذكية لكننا ضد من يتذاكى علينا وعلى المصلحة العامة خلال عمليات التطبيق ومن ثم لا بد من تقييم موضوعي لهذا النظام بالتعاون بين المشرفين والمنفذين والمواطنين وتلافي كل السلبيات التي أفرزها التطبيق في الفترة الماضية وصولاً لتكريس (الذكاء) في هذا التطبيق بدل (التذاكي).. والسلام. على الملأ
هيثم يحيى محمد
التاريخ: الخميس 17-1-2019
رقم العدد : 16887