كتاب «مخالفة القياس في العربية» بحث أدبي في الشعر العربي للدكتور محمد شفيق البيطار يسلط فيه الضوء على شعر الأعشى وما خرج فيه عن الأصول والقواعد نحوا وصرفا وعروضا.
ويرى البيطار في مقدمة الكتاب أن للشعر قواعد مرعية يجب اتباعها فالشاعر يقيس ما يبدعه بإبداع من سبقه ولذلك كانت الحاجة إلى التعلم وقد عرف الشعراء القدماء التعلم من بعضهم منذ الجاهلية وبذلك صار المبتدئ راوية للسابق وصار القياس من أصول العربية.
ويبين البيطار أن الأعشى كان أكثر شعراء الجاهلية مخالفة لتلك القواعد والأصول ولكن هذه المخالفة ليست غالبة في شعره الذي جاء معظمه موافقا لها مشيرا إلى أن أسباب تلك المخالفة تنحصر في كونه شاعرا قلقا مضطربا لاهثا وراء اللذة والمال متكسبا بشعره ما يجعله أقل حرصا على إحكام قصائده ممن كان في طبقته من الشعراء.
ويوضح البيطار أن مختلفة الأعشى ظهرت على ثلاثة مستويات وهي مخالفة القياس اللغوي كإيراده كلمة «خذول» في شعره مصدرا لفعل خذل والمصدر ورد في المعاجم خذلان كما جمع كلمة أنف على آناف في قوله «وأمست على آنافها عبراتها/ واعتبر سيبويه أن هذا الجمع شاذ والصحيح أنوف.
كما وردت في شعر الأعشى مواضع اعتلال أخرى كقوله المشهور «شاو مشل شلول شلشل شول» فكلمة شول بمعنى حمال والصحيح شال.
التاريخ: الجمعة 18-1-2019
الرقم: 16888