أحب التفاؤل بطبعي، حتى عندما تكون الأمور في أسوأ حالاتها أكون متفائلاً انطلاقاً من مقولة (لا يصح إلا الصحيح)، وو…وما إلى ذلك من حكم وأمثال ترفع من معنوياتنا.
اليوم سأكون متشائلاً، لأنني ما عرفت من قبل أنه بعد أي فشل في بطولة أو خيبة في دورة رياضية كان هناك محاسبة حقيقية أو تغيير إيجابي يأتي بالمخلصين وأهل الخبرة، ليقودوا سفينة رياضتنا التي جنحت مراراً وتكراراً، وهناك من يرى أنها غرقت لولا بعض قوارب الإنقاذ المتمثلة في برونزية عالمية لبطل كمجد غزال، أو تفوق لمنتخب كما فعل منتخب النسور في تصفيات المونديال الروسي.
التشاؤل الذي يجعلني تائهاً بين تفاؤل بالتغيير وقد آن أوان وضع النقاط على الحروف وإبعاد العابثين والمستهترين برياضتنا، وإعادة الرياضيين الحقيقيين الغيورين على مصلحة الرياضة والوطن، وأقول في نفسي: أمن المعقول أن يبقى كل شيء على حاله بعد هذا السقوط الإداري قبل الفني لمنتخبنا الكروي الأول في أس آسيا؟!
وأنا تائه إلى جانب التشاؤم الذي يريدني ألا أنسى أن هزات وهزات أصابت رياضتنا خلال سنوات خلت، ومع ذلك بقي كل شيء على حاله، حتى ما يتعلق بإهمال المنشآت الرياضية واللهاث وراء الاستثمار فيها دون أن ينعكس هذا بالفائدة على رياضتنا، كل هذا مرّ مرور الكرام وبقيت رياضتنا في كثير من مفاصلها بأيدي العابثين والمهملين أو على الأقل من هم دخلاء على الرياضة والقادمين بحثاً عن شهرة أو تجارة!
الكل اليوم يسأل: هل يمر الفشل المريع لمنتخبنا هكذا دون محاسبة؟ وإذا كان هناك محاسبة هل ستطال كل معني بهذا الفشل أم ستقع الفأس برأس كبش فداء لذر الرماد في العيون؟
اليوم لم يعد هناك ما يخفى، والجمهور والشارع الرياضي والإعلام يعلم أن فشل المنتخب ليس خطأ اتحاد الكرة أو رئيسه، بل هناك سلسلة تبدأ من الاتحاد الرياضي العام والمكتب التنفيذي، لأن المسألة مسألة مصالح شخصية وعلاقات خاصة وضيقة هي التي كانت ترسم مسيرة المنتخب، بل المنتخبات والاتحادات وكل شيء في رياضتنا، ولهذا كانت ردود الفعل واضحة وصريحة، وكان هناك أسماء بعينها حُمّلت المسؤولية بشكل مباشر..
سأبقى متشائلاً حتى يتصاعد الدخان ليس من مدفأتي التي تفتقد للمازوت، بل من موقع القرار فأتفاءل فعلاً أو أستمر في التشاؤل الأقرب للتشاؤم.
هشام اللحام
التاريخ: الجمعة 18-1-2019
الرقم: 16888