اليوم يعيش السوريون لحظات حاسمة وصعبة في الوقت ذاته يتخللها الكثير من المغالطات وسوء الفهم لما يجري على الصعيد الخدمي وخاصة على صعيد توافر حوامل الطاقة والكهرباء ومما زاد الامر سوءاً ما نراه ونقرأه على وسائط التواصل الاجتماعي من رسائل ومطالب عالية السقف من أشخاص يعتبرون أنفسهم إعلاميين وممثلين للرأي العام ..
وبالحديث عن المغالطات وسوء الفهم فهو متعلق في أن الكثير يسلم في أن النصر الذي حققته الدولة السورية بأيادي ابطال الجيش العربي السوري على الارهاب لا بد أن يرافقه انفراجات على كافة الاصعدة وعلى رأسها الصعيد الخدمي وهو امر صحيح في الاحوال الطبيعية إلا أن الذي يجري يتمثل في ان أعداء سورية يريدون اليوم أن يأخذوا بسلاح العقوبات ما لم يأخذوه بسلاح الحرب والارهاب، ولعل الكثير لا يعرف أن العقوبات الاقتصادية الغربية والعربية على سورية هي أشد وأحكم وقد وصلت لاعلى مستوى لتشتمل على الدواء والغذاء وحليب الاطفال، ناهيك عما فرض مؤخراً على ايران الدولة الحليفة والوحيدة التي استمرت طوال سنوات الحرب في امداد سورية بحوامل الطاقة لتصبح اليوم هي أيضاً تعاني من رفع حد العقوبات الذي وصل للذروة.
هناك أمر ما زال خافياً على الكثير، فالانتصارات التي ساهمت في عودة معظم الاراضي السورية لحضن الدولة رافقه المزيد من الاعباء، فقد اصبحت رعاية الدولة من خلال تقديم الخدمات تصل لجميع تلك المناطق في وقت لم يسجل اي موارد اضافية من النفط الخام والغاز الطبيعي تذكر من شأنها أن تلبي الحاجة المحلية، وهنا ثمة معادلة لا بد من الاشارة إليها فما كان يكفي نصف الحاجة في الامس من الموارد لم يعد يكفي ربع حاجة الوطن ليبق الاستيراد هو الحل..
ما ذكر لا يعني أن هناك تقصيراً من قبل الجهات المعنية المسؤولة عن تأمين الخدمات للمواطن وهنا لا بد أن نميز موقفنا الشعبي ما بين هؤلاء والدولة السورية كما ينبغي أن لا نفقد ثقتنا بالدولة التي واجهت اعتى الحروب وانتصرت بهمة جيشها وصمود شعبها وبالتالي كما يقال الشجاعة صبر ساعة، فليس من المنطقى أن نعيش حالة تخلي في الساعة الاخيرة والتي غالباً ماتكون قاسية وصعبة، وعليه أكرر الثقة بالدولة خط أحمر، ولعل الايام القادمة ستشتهد انفراجات حقيقبة على صعيد الخدمات علها تكون مرضية لمن صمد طوال سنوات الحرب الكونية على سورية.
باسل معلا
التاريخ: الجمعة 18-1-2019
الرقم: 16888